متابعة
التحقيقات والأبحاث التي باشرتها الأجهزة الأمنية الإسبانية بتنسيق مع نظيراتها المغربية بشكل مكثف منذ شهر يوليوز الماضي، بعد تفاقم أكبر أزمة للهجرة السرية بين الشمال المغربي والجنوب الإسباني منذ ظهور ظاهرة “قوارب الموت” سنة 1988، قادت إلى تفكيك أكبر شبكة لتهجير الشباب المغاربة من منطقة العرائش إلى أوروبا عبر إسبانيا، يتزعمها مواطن مغربي مقيم بالمملكة بمساعدة زوجته.
كل هذا يرجح إمكانية أن تكون كل منطقة في المملكة يخرج منها المهاجرون تسيطر عليها شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين السريين مقابل مبالغ مالية مهمة.
وكشفت معطيات جديدة أن الحرس المدني الإسباني تمكن من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في تهجير الشباب المغاربة من مدينة العرائش وضواحيها إلى إسبانيا، إذ يشتبه في تهجيرها 600 مغربي خلال هذه السنوات على متن قوارب الموت عبر البوابة الغربية للمتوسط، حسب بلاغ أصدرته القيادة العامة للحرس المدني، مساء يوم أول أمس الاثنين. وأشار البلاغ إلى اعتقال 7 مهربين مشتبه فيهم، كلهم مغاربة في مدن قاديس ومالقة جزيرة مايوركا، يتحركون في إطار منظمة أشبه بـ”وكالة أسفار” سرية. هذه العملية الأمنية التي أطلق عليها “بوكاري” مكنت، أيضا، من تحرير وإنقاذ 60 مهاجرا سريا، من بينهم نساء وأطفال، من قبضة المهربين. وعن الكيفية التي تتم بها عملية التهريب انطلاقا من المغرب، أوضح البلاغ أن عناصر تابعة للشبكة تقوم باستقطاب الشباب في المغرب قبل نقلهم في قوارب موت إلى الجنوب الإسباني، حيث يجدون في انتظارهم “سيارات استقبال” تنقلهم بسرعة إلى مناطق يختارونهن طوعا. لكن في الغالب ما يقع اختيار الشباب المغاربة على الإقليمين المستقلين كتالونيا وبلاد الباسك، نظرا إلى الامتيازات التي يحظى بها المهاجرون هناك، وفق ما كشفته مصادر مغربية لـ”أخبار اليوم” بإسبانيا. ويبقى المستجد في العملية الأخيرة هو تركيز المنظمة على تهجير الشباب من مدينة العرائش مقابل 25 ألف درهم للحرّاك، ما سمح لها بتحصيل 1.5 مليار سنتيم مقابل تهريب 600 مغربي.
بلاغ وزارة الداخلية الإسبانية يكشف أن تفكيك الشبكة جاء بعد اشتباه عناصر فرقة محاربة الجريمة ضد الأشخاص في قاديس، في استقرار منظمة إجرامية في منطقة “سام فيرناندو”، تقدم الدعم اللوجيستي للمافيا التي تهجر الشباب من المغرب، حيث تنتشر عناصر تابعة للمنظمة تروج وتقدم وسط الشباب في منطقة العرائش صورة وردية مبالغا فيها عما يسمى الفردوس الأوروبي. هكذا أدت الأبحاث إلى اعتقال زعيم الشبكة (أ. ب.) المقيم بالمغرب، ومنسق عملية التهجير في الوقت نفسه، علاوة على اعتقال مهربين شقيقين مغربيين (ح. ت.) و(ر.ت.) في قاديس ومايوركا مكلفين بالإعداد اللوجيستي لعمليات الحريك.