زايوتيفي – مصطفى لزعر
جرى حفل إختتام فعاليات الملتقى العالمي للتصوف في نسخته 18 الذي يترأسه مدير الملتقى، الدكتور منير القادري بودشيش، بحضور عدد من المسؤولين والعلماء والأكاديميين والضيوف من داخل المغرب وخارجه ، لإحياء ليلة ذكرى المولد النبوي بمقر الزاوية القادرية البودشيشية، خلال اليوم ذاته.
قال منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى، إن المشاركين في هذه النسخة من الملتقى العالمي للتصوف، من علماء وخبراء وأساتذة، “خرجوا بمجموعة من التوصيات التي تخدم قيم المغاربة والبلاد” منها.
ت منها :
– الدعوة إلى إنشاء ميثاق قيمي عالمي حول المواطنة الشاملة بصيغتها الكونية التي تراعي خصوصيات المجتمعات المعاصرة، وفق ما تقتضيه أحوال التنوع التي تنبني عليها، ضمن سياق قيمي إنساني تشاركي يضمن التعايش للجميع وفق أساس من الاحترام المتبادل
– ضرورة تطوير قطاع الإعلام بكل أنواعه وأقسامه للانخراط في نشر القيم الدينية والوطنية البانية للتنوع والتعايش، مع ضرورة استثمار منصات التواصل الاجتماعي من أجل خلق حالة من الوعي لدى الشباب وتحليتهم بهذه القيم.
– افساح المجال أكثر للقيم الدينية والوطنية في بناء شخصية المتعلمين في مجال التعليم وفق رؤية متجددة ومستشرفة للآفاق، لما لذلك من آثار على التنمية وانخراط الشباب الإيجابي في بناء المجتمع.
– تعزيز أواصر التعاون بين الطرق الصوفية لتمتين جهودها في توجيه المجتمع وتحليه بالقيم الدينية المؤسسة للتدين الوسطي المعتدل الذي يجمع بين القيم الدينية والوطنية.
– تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على الانخراط الجاد والفاعل في ترسيخ القيم الوطنية عبر مشاريع عملية وواقعية تراعي البعد الوطني والتنموي.
– الإسهام في ألا تصير الأديان أدوات للفرقة وسببا للتمييز بين خلق الله ومبررا لبث خطاب الكراهية في المجتمعات التي باتت متعددة الثقافات والأديان أكثر من أي وقت مضى.
ليلة المولد النبوي الشريف
ومنذ الساعات الأولى من أمس الخميس حج الآلاف عبر مختلف وسائل النقل، بما فيها حافلات النقل العمومي، على قرية مداغ في اتجاه مقر الزاوية القادرية البودشيشية، كما جرت العادة لدى الكثيرين خلال هذا الموعد من السنة، منذ ما يزيد عن 15 عاماً.
وتسود خلال اليوم الأخير من فعاليات الملتقى العالمي للتصوف، أو يوم “الليلة الكبرى” كما يسمّيه مريدو ومحبّو الطريقة القادرية البودشيشية، أجواء روحانية يكرّسها الزوار عبر الترديد المتواصل للأذكار والأناشيد الخاصة بالطريقة الصوفية، أفراداً ومجموعات، داخل القاعات والمساجد والضريح أو الباحات المحيطة بها.
وابتداء من الواحدة بعد منتصف ليلة الخميس/الجمعة التحق المريدون والمحبون للطريقة البودشيشية والزوار من مختلف الفئات بالمسجد الكبير، حيث تُقام “الليلة”، إحياء لذكرى المولد النبوي، التي يترأسها، ككل سنة، شيخ الطريقة، جمال الدين القادري بودشيش.
وفي كلمة ترحيبية مسجّلة وجّهها شيخ الطريقة إلى المريدين أو “الذاكرين والذاكرات” كما يحلو له أن يناديهم، قال فيها: “هنيئا لمن جاء من كل حدب وصوب ليحضر معنا في هذه الليلة المباركة الميمونة”، واصفاً إياها بـ”العرس البهيج”.
ودعا جمال الدين القادري بودشيش متتبعي طريقته الصوفية، ضمن الكلمة ذاتها، إلى “الابتعاد عن الأذكار غير المأذونة الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، والاستماع إلى كلام المشوشين الساعين إلى تعكير صفو القلوب الطاهرة الموجهة إلى الله”، وفق تعبيره.
وتم ختم هذه الأمسية برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.