زايوتيفي – متابعة
أمر غريب جدا ذلك الذي يتعرض له أغلب نجوم المنتخب الوطني المغربي، منذ الإنجاز التاريخي الذي حققوه بقطر، أين بلغوا دور نصف نهائي كأس العالم. فبعد أن كانت أندية عملاقة بأوروبا تسابق الزمن من أجل التعاقد معهم، فجأة تبخرت كل تلك العروض بشكل مريب طرحت معه أكثر من علامة استفهام عريضة.
فباستثناء “عز الدين أوناحي” الذي انتقل إلى نادي “مارسيليا”، لم يفهم بعد كيف تبددت أحلام “سفيان أمرابط” في الانتقال إلى برشلونة أو أتلتيكو مدريد، وعدد من الأندية الإنجليزية والإيطالية التي كانت مهتمة جدا بالتعاقد معه، والأمر ذات ينطبق على “يوسف النصيري” و”ياسين بونو” وحكيم زياش” و”يحيى عطية الله” و”سليم أملاح”.. وأسماء أخرى لم يكتب لها أن تستفيد من إنجاز مونديال قطر.
في مقابل ذلك، تابع الجميع كيف أن لاعبين ينتمون لمنتخبات أقصيت مبكرا في مونديال قطر أول لم تشارك حتى، ومع ذلك تمكنوا من إبرام صفقات مهمة مع أندية كبيرة كالإكوادوري “مويسيس كايسيدو” (انتقل لتشلسي مقابل 133 مليون أورو)، والهنغاري دومينيك سوبوسلاي (تعاقد مع ليفربول نظير 70 مليون أورو)، الأمر الذي أثار شكوك عدد من المتابعين، الذين يرى البعض منهم أن “أسود” المغرب يتعرضون لـ”مؤامرة خفية”، كعقاب لهم على المرتبة السامية التي بلغوها رفقة منتخب بلدهم الأم، أو ربما بسبب الصدى الطيب الذي تركوه في قطر، في إشارة إلى القيم الإنسانية الراقية التي بعثوها هناك، بين سجود لله وبر لأمهاتهم، وكل الأشكال الحضارية التي أثارت دهشة العالم بأسره، بينما يعتبر آخرون أن عدم توفر أغلب اللاعبين المغاربة على وكلاء أعمال عالميين يساهم في تعثر صفقات انتقالهم، وذلك في مغالاة نواديهم ورغبتهم في الاستفادة من مبالغ ضخمة لاستغلال تألقهم المونديالي، هذا إضافة إلى عامل تهرب بعض النوادي الأوروبية من التعاقد مع لاعبين قد يفتقدونهم لمدة قد تصل إلى أزيد من شهر بسبب المشاركة في كأس إفريقيا للأمم مطلع السنة المقبلة المتزامنة مع مراحل تكون حاسمة في الموسم الكروري.
صحيح أن كرة القدم لم تعد مجرد رياضة فحسب، لأن تأثيرها على العالم بات واضحا للجميع، لذا يرى مهتمون أن الجامعة المغربية مطالبة بضرورة التحرك بقوة والتواصل مع اللاعبين المغاربة في هذا الإطار، قصد حماية مستقبل نجومنا الذين “قاتلوا” وبذلوا كل ما بوسعهم من أجل بلوغ مرتبة عالية لم يسبقهم إليها أحد في إفريقيا والدول العربية، لأن الوضع الحالي يبدو غريبا، فتعثر صفقات نجوم تألقوا في أرقى مسابقة كروية في العالم وعدم تقديرهم ماليا من فرق تغدق من الأموال على لاعبين عاديين أو في نهاية مشوارهم (مثال تعثر صفقة النصر السعودي مع زياش بعد تخفيض العرض) ، أكيد أنه لن يقتصر مستقبلا على ما حصل، بل سيمتد بلا شك إلى التضييق على كل المواهب المغربية حتى تفر من منتخبات وطنها الأم.
وعموم القول، أن مثل هذا الوضع سيساهم دون شك في حرمان المنتخبات الوطنية من جواهر ثمينة، الوطن في حاجة ماسة لخدماتها. قد تعتبر أن اللعب للمنتخب المغربي سيحرمها من الاستفادة من صفقات مالية كبرى ونقلات نوعية في مشوارها، وهو ما يتعرض لها اليوم نجوم المنتخب الوطني الأول، في محاولات أوروبية تبدو إنها تروم تلقين درس لكل من يفكر من أبناء المهجر في حمل قميص أسود الأطلس مستقبلا.