زايوتيفي – متابعة
بعدما تم فرض الحجر الصحي وتدابير حالة الطوارئ الصحية التي دامت لأشهر، وأذاقت الكل طعم السجن المنزلي، حيث لا حركة إلا في نطاق الملك الخاص، ولا خروج لهواء طلق إلا لضرورة وبموجب ترخيص، بسبب تفشي فيروس الكورونا المستجد، عانت شريحة الطلاب المغادرين لمنازلهم الى مدن اخرى من اجل الدراسة الجامعية حينها أيما معاناة.
ولم يضع الطلبة في الحسبان طول مدة حالة الطوارئ، مما أدى إلى عدم أخذ أغراضهم معهم، فتتالت الايام وصارت اشهرا، وفي كل شهر تتراكم واجبات الكراء التي تنتظر الدفع، الى أن صارت مبالغ تخافها مسامع الطالب.
وما ان عاد الوضع أخيرا الى مجراه، واختار العديد من الطلبة الدراسة حضوريا والتحقوا بالجامعات بعدما جاءوا بأغراضهم ومستلزماتهم اليومية من فراش ولباس ومستلزمات الطبخ، وبعدما وجد البعض منهم عملا موازيا لساعات الدراسة، كالعمل في مقاهي أو سناكات او مخبزات، للتحسين من وضعيته ومساعدة الاهل، حتى ضربت المخططات عرض الحائط، وتزعزع استقرار الطلبة من جدبد، جراء القرار الذي اتخذ بشأن عودة الحجر الجزئي وحظر التجول .
وقد قرر العديد من الطلبة جمع أوانيهم وفراشهم للعودة إلى الأهل قبل أن يشتد الوضع، وتقفل المدن ويجبروا على الدراسة عن بعد، فيما بقي البعض في حيرة وخشية من التصرف بشكل عادي والاطمئنان، والاقتناع بأن القرارات الجديدة، في صالح العامة، من أجل تفادي العودة الى ما مضى من تشديد وحجر كلي.
ويستاءل مهتمون كيف ينصب تفكير الطالب على دراسته، وهو مشوش الذهن بقرار قد يصدر في أي وقت، ويغير موازين الحياة، مطالبين بالرفق بالطالب، لأن بعده عن أسرته الصغيرة كاف ان يدمر نفسيته وهو في غنى عن المزيد من الصدمات.