اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 1:42 صباحًا
أخر تحديث : الأربعاء 18 نوفمبر 2020 - 1:27 مساءً

لماذا يُشكّك مغاربة في نجاعة لقاح كورونا؟

زايوتيفي – متابعة

في الوقت الذي يستعد المغرب لإطلاق حملة للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، يبدي البعض شكوكا بشأن مدى نجاعة وسلامة اللقاح المنتظر، وذلك في مقابل ترحيب آخرين ممن يستبشرون بقدرته على الحد من تفشي الوباء الذي حصد 4932 وفاة من أصل أكثر من 300 ألف إصابة سجلتها المملكة إلى حدود مساء الثلاثاء.

وتسود شكوك بشأن جدوى اللقاحات التي يجري تطويرها لمواجهة فيروس كوفيد19 في عدة بلدان وهو الأمر الذي حذرت من تداعياته مسؤولة دائرة التلقيح في منظمة الصحة العالمية كاثرين أوبراين، التي قالت في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي، إن “اللقاح الذي يبقى في براد أو ثلاجة أو على رف من دون أن يستخدم لا يساهم في القضاء على هذه الجائحة”.

غالي: “الشكوك والتخوفات لها ما يبررها”

بالنسبة للمستشار السابق لدى منظمة الصحة العالمية، ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عزيز غالي، فإن التخوفات والشكوك التي تحوم حول اللقاح المنتظر في المغرب -الذي أكدت عدة مصادر أنه لقاح مجموعة “سينوفارم” الصينية- “لها مبرراتها”.

وتنطلق تلك المبررات بحسب ما يوضحه غالي في تصريح لـ”أصوات مغاربية” من عدة معطيات وأيضا من عدة تساؤلات يرى بأنها ما تزال عالقة.

ويشير المتحدث إلى عدم صدور نتائج الاختبارات الأخيرة للقاح، ويؤكد أنه “لا يمكن إطلاق حملة تلقيح واسعة لملايين المغاربة ونحن لا نتوفر على نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي تعتبر الأهم في أي لقاح”.

كما يشير إلى عدم توفر إجابات على عدد من التساؤلات التي يشدد على أهميتها في هذا الإطار من قبيل مدة “ذاكرة المناعة” التي يوفرها اللقاح الذي سيعتمد.

من جهة أخرى، وعلى اعتبار أن مصدر اللقاح المرتقب اعتماده هي الصين، ينبه المتحدث إلى “إشكال” يرتبط بكون “معطيات الصين في تدبيرها للجائحة كانت كلها خاطئة” مشيرا كمثال إلى عدد الوفيات المعلنة في كل من الصين والمغرب نتيجة للفيروس، إذ يؤكد أنه “لا يعقل أن عدد الوفيات بكورونا في المغرب هي اليوم أكثر من الصين”.

تبعا لذلك، يشدد غالي على ضرورة “الانتظار والتريث حتى تظهر النتائج النهائية” المتعلقة بذلك اللقاح وباقي اللقاحات الأخرى التي وصلت إلى مراحل متقدمة من الاختبارات، والحصول على “ترخيص” منظمة الصحة العالمية، ليتم بعد ذلك “اختيار الأحسن والأنسب لنا”.

تفاعل عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مع إعلان الملك محمد السادس، أمس، عن بدء البلاد التحضيرات اللازمة لإطلاق حملة تلقيح واسعة للسكان ضد فيروس كورونا.

حمضي: “الشكوك طالت وجود كورونا نفسها”

من جانبه، ينبه الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، الطيب حمضي إلى أن “حملة التشكيك انطلقت قبل ظهور اللقاح” وصلت في البداية إلى حد “التشكيك في وجود الفيروس من الأصل”.

“بالنسبة لنا كمهنيين” يقول حمضي فإن “توفر لقاح لكوفيد 19 هو إنجاز كبير لأنه ليست كل الأمراض الفيروسية تتوفر لها لقاحات” كما أن “توفير ذلك اللقاح في ظرف أقل من سنة هو ثورة، لأن المعدل العام لتوفر لقاح هو 10.7 سنوات”.

وإذا كانت سرعة التوصل إلى لقاح قد تكون سبب تشكيك البعض في نجاعته، فإن المتحدث يجرد ضمن تصريحه لـ”أصوات مغاربية” مجموعة من الأسباب التي ساهمت في تسريع زمن ذلك الإنجاز من بينها الأموال التي تم ضخها في الأبحاث المتعلقة باللقاح، بهدف الحد من انتشار الفيروس وبالتالي الحد من الخسائر الاقتصادية التي تسبب فيها على الصعيد العالمي على مدى أشهر.

من بين الأسباب التي يشير إليها المتحدث أيضا الاستفادة من “التراكم” الذي تم تحقيقه على مستوى الأبحاث التي سبق إجراءها بشأن فيروسات من عائلة الكورونا، مؤكدا أن الأبحاث بشأن كورونا “لم تبدأ في يناير الماضي بل بدأت قبل عدة سنوات”.

من جهة أخرى، وتعليقا على تخوف البعض من الآثار الجانبية التي قد تنتج عن ذلك التلقيح، يؤكد حمضي بأن “جميع الأبحاث التي تتم على مستوى الأدوية واللقاحات تحرص بالدرجة الأولى على ضمان السلامة ثم الفعالية”.

ويتابع موضحا في السياق بأن “اللقاحات الموجودة حاليا والتي وصلت إلى المرحلة الثالثة من التجارب (بما فيها سينوفارم الصيني) أظهرت درجة كبيرة من الأمان وأسفرت عن آثار جانبية بسيطة وقليلة”.

يشار إلى أن المغرب شهد خلال الأشهر التي تلت رفع الحجر الصحي ارتفاعا متزايد في أعداد الإصابات بكورونا وكذا الوفيات والحالات الخطيرة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشددة لمحاصرة تفشي الوباء.

ورغم تلك الإجراءات فقد واصلت حصيلة الإصابات الارتفاع بشكل واضح جعل كثيرين يرون في اللقاح الحل الوحيد للحد من انتشار الجائحة دون الاضطرار للعودة إلى الحجر الشامل الذي كانت له تداعيات ثقيلة على الاقتصاد.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات