اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 - 6:41 مساءً
أخر تحديث : الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - 12:22 صباحًا

علماء يوضّحون أسباب عدم ظهور “أعراض كورونا” على 40% من المصابين بالفيروس

متابعة

مرّت الآن أزيد من ثمانية شهور على ظهور فيروس كورونا، لكنّ الغموض ما زال يكتنف عدة جوانب تتعلق به، كنشأته وكيفية انتشاره واقتصار الإصابة به على أشخاص دون غيرهم وظهور أعراضه على مصابين دون غيرهم..

في هذا السياق، أفاد علماء في مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يفوق 40% من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراضه بتاتا، كما لم تظهر أعراضه على 94% من المصابين به في تجمعات، مثل السجون. وقد فسّر الباحثون هذا الأمر بأربعة عوامل.

الخلايا التائية

ربما كانت هذا الخلايا نوعا من خلايا الدّم البيضاء توفر مناعة تدوم فترة أطول من الأجسام المضادّة، وهي مفتاح فهم هذه المقاوَمة وعدم ظهور أعراض على بعض المصابين بالفيروس. ووجد الفريق الذي أجرى البحث أن من بين عيّنات الدم غير المصابة التي تم التبرّع بها لـ”بنك الدم” بين 2015 و2018، تعرف ما يتراوح بين 40 و60% على فيروس كورونا، ما يعني أن بعض أشخاصا قد تكون لهم استجابة مناعية بناء على “ذاكرة” فيروسات كورونا الأخرى الأقلّ فاعلية.

وأثبتت دراسة أجريت في هولندا أن الخلايا التائية تتفاعل مع الفيروس في 20% من العينات، وفي ألمانيا 34%، و50% في سنغافورة. وافترض مُنجزو الدراسة أن هذا الاختلاف قد يرجع إلى التعرض في وقت سابق لمسبّبات أمراض مماثلة، مبرزين أن فيروس كورونا ربما هو جزء من عائلة كبيرة من الفيروسات، اثنان منها مميتان، هما السّارس وفيروس كورونا، فيما تسبّب أربعة أنواع أخرى منه نزلات البرد، وتنتشر على نطاق واسع كل عام، لكنها تؤدي عادة إلى أعراض “خفيفة”.

اللقاحات

يتمثل السبب الثاني في عدم ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وفق الدراسة ذاتها، في لقاحات الطفولة. ولتأكيد ذلك تدرس مجموعة “مايو كلينك” البحثية ما إن كانت لقاحات فترة الطفولة للوقاية من أمراض أخرى قد تقي من الفيروس، كما كان الأمر مع أوبئة ضربت العالم في فترات سابقة. واستنتج هؤلاء الباحثون أن هناك سبعة أنواع تقريبا من اللقاحات التي أُعطيت للأشخاص بين عمر العام أو العامين أو الخمسة أعوام قد تُقلّل إمكانات الإصابة بالفيروس التاجي المستجدّ، كلقاحات الالتهاب الرّئوي وشلل الأطفال.

الحساسية

لاحظ العلماء أنّ الأطفال المصابين بالرّبو والحساسية لا يبدون معرّضين كثيرا للإصابة بحالات خطيرة من الفيروس. وفي هذا السياق تقول إحدى النظريات بهذا الشأن إن هؤلاء للأطفال عددا أقلّ من مستقبلات الـ”ACE2″ (البروتين الذي يلتصق به الفيروس قبل تكاثره في جسم المصاب) وبدون هذه المستقبلات يمكن أن تقلّ فرص الفيروس في إحداث الضّرر بالمعني بالأمر، أي أن الحساسية قد توفّر الحماية من الفيروس.

الأقنعة الواقية

يتمثل السبب الرابع لعدم ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا في الكمامات. ويظن الباحثون أن وضع الأقنعة قد يسهم في حد ّتأثير الفيروس وظهور أعراضه على المصاب.

واستدلّ الباحثون على رجاحة هذه الفرضية بالمقارنة بين سفينتين للرّحلات البحرية هما سفينة “دايموند برينسيس” والسّفينة الأرجنتينية المتجهة إلى القطب الجنوبي، إذ لم يتم استخدام الأقنعة الواقية بعد تفشي الوباء على متن السفينة الأولى، فبلغت نسبة المصابين دون ظهور أعراض بين ركابها ما يناهز 47%. أما على متن السفينة الأرجنتينية حيث وُزّعت أقنعة واقية على كل ركابها فقد بلغت فيها نسبة الإصابات بدون أعراض نحو 81%.

يشار إلى أن مجموع المصابين بالفيروس منذ بدء تفشيه في دجنبر 2019، فاق 20 مليون شخص حول العالم، يوجد ما يفوق ربعهم في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وقتل الفيروس حتى الآن 733 ألفاً و329 شخصا في العالم، بينهم ما يناهز 163 ألفا في أمريكا، التي تشهد، منذ نهاية يونيو الماضي، ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات