اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 9:57 صباحًا
أخر تحديث : الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 2:20 مساءً

“التنمية والتصوف.. دور البعد الروحي و الأخلاقي في صناعة الرجال”.عنوان النسخة 14 للملتقى العالمي للتصوف بمداغ تقدمه الطريقة القادرية البودشيشية..

زايوتيفي / مذاغ

ورد في بلاغ مشترك للطريقة القادرية البودشيشية و مؤسسة “الملتقى”، أنهما سينظمان الدورة 14 للملتقى العالمي للتصوف، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام المعاصر تحث شعار “التصوف والتنمیة، دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال”، وذلك في الفترة من 06 الى 10 نونبر 2019 في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.

وستجري فعاليات هذا الملتقى الصوفي العالمي في مداغ، ناحية بركان شرق المغرب، حيث مقر الطريقة القادرية البودشيشية. وتتميز بحضور شيخ الطريقة الدكتور جمال الدين القادري بودشيش.

وحسب الورقة العلمية للملتقى، فإن التنمیة تعتبر إحدى الركائز الكبرى التي تقوم علیها الحیاة الإنسانیة في كل معالمها وحیثیاتها، وذلك لما توفره من مقومات الاستقرار والتقدم والرخاء، ويضيف المنظمون للملتقى بأن التنمیة الیوم قد وصلت مدى لم تصله من قبل، في كل المجالات، بحیث أصبحت الحیاة أكثر یسرا ورفاهیة. غیر أن ما یؤاخذ على هذه الأخیرة، تهمیشها للجوانب الروحیة والقیمیة للإنسان، فهي لم تهتم بهذا الأخیر إلا من جهة ما یصلح لأن یكون به خادما للمنجز التنموي في بعده المادي والتقني، عن طریق تنمیة قدراته ومها راته في هذا الباب، بحیث أصبح آلة مسخّرة ضمن المنظومة التنمویة الحدیثة.

وتأتي هذه الدورة بعد نجاح الدورات السابقة، التي استضافت ثلة من خيرة العلماء والباحثين حول العالم، وناقشت مواضيع مهمة من قبيل المشترك الإنساني، والدبلوماسية الروحية وتنمية الرأسمال اللامادي للشعوب، والتصوف في السياق المعاصروغيرها من المواضيع الآنية، وفي كلمة سابقة له بهذه المناسبة أكد الدكتور منير القادري بودشيش مدير الملتقى العالمي للتصوف أن هذا الملتقى ” أصبح محطة أكاديمية هامة وفضاء تفاعليا وتواصليا لتلاقح وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة الإنسان المعاصر، ومساعدته على فهم واستيعاب ومواجهة السياقات الراهنة والمآلية، التي يتفاعل معها سلبا وإيجابا، وفك أغلاله، وحل أزماته التي تعيق مساره الحياتي والقيمي والتنموي والحضاري”

وتوضح الورقة العلمية للملتقى أن اختيار موضوع هذه الدورة، ياتي في سياق الأهمية التي يتبوؤها موضوع التنمية في الساحة العالمية اليوم، من اجل مدارسته والكشف عن التحديات التي يطرحها، في سياق ما يزخر به المكون الصوفي من إمكانات كبيرة في هذا الباب، وما يمكن ان يقدمه من آفاق واعدة فيه، فالتحدي الحقيقي الذي يواجه التنمية اليوم هو العنصر البشري، ومن ثم، وجب العناية بتأهيل هذا العنصر على كل المستويات؛ دينيا وروحيا وفكريا وسلوكيا، بموازاة مع التاهيل العملي وما يتطلبه سوق الشغل، وتؤكد الورقة العلمية للملتقى على اهمية المزج بين الجانب الاخلاقي والمهني من اجل تحقيق مستقبل حقيقي وواعد للتنمية، خاصة ونحن أمام المشروع التنموي الجديد الذي اعطى إنطلاقته جلالة الملك محمد السادس، وتسعى مؤسسة “الملتقى” بطرحها لهذا الموضوع الى استخلاص المعيقات الحقيقية التي تقف أمام هذا الورش، وفحص العلاقة الجدلية القائمة بين الإنسان والعمران في المنظومة الإنمائية، في ارتباط بالتصوف وما يمكن أن يفتحه من آفاق واعدة في هذا الباب، لأجل الخروج بجملة من التوصيات والاقتراحات الفاعلة لرفعها الى المؤسسات والجهات الرسمية التي تعني بقضايا التنمية، باعتبار مؤسسة “الملتقى” قوة اقتراحية من شانها الإسهام في هذا الورش التنموي الكبير.

ويؤكد المنظمون أن التنمية كي تكون تنمية مستدامة وخلاقة لابد أن تنطلق من الانسان، وأن تراعي حاجاته على كل المستويات؛ نفسيا وروحيا وجسديا وفكريا واجتماعيا، فقبل أن نهتم بتنمية المحيط والعمران ينبغي أولا أن نهتم بتنمية الانسان، وهي الفكرة الجوهرية التي حملها الاسلام في تأسيسه لنموذجه التنموي، حيث جعل من الانسان مركز الدائرة التي يدور في فلكها كل مشروع إنمائي، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم”.

ويسلط المنظمون الضوء على الدور الكبیر الذي اضطلع به التصوف في بناء التنمیة لكونها تقوم في التراث الإسلامي على صناعة الإنسان، فالتصوف لكونه من أكثر المكونات الدینیة اختصاصا بهذا الجانب الإنمائي والبنائي والتأهیلي للإنسان، وقدمت الورقة العلمية للملتقى نماذج لرجال التصوف الذين كانت لهم مساهمات قيمة في شتى مجالات التنمية، حيث اسهموا في بناء المساجد، وحفر الآبار، وتشييد المدارس، وكفالة الأيتام، وإعانة المحتاجين، وغير ذلك من الأبعاد التنموية، بل ان منهم من بنى مدنا بكاملها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة السمارة التي شيدها الشيخ ماء العينين، لتستقر بها القبائل المجاورة، وتكون نقطة التقاء للتجارة عبر الصحراء المغربیة.

وأكدت الورقة العلمية للملتقى على دور الصوفية المغاربة، الذين خلدوا آثار إعماریة في سائر الربوع التي مروا منها، كما هو الأمر بالنسبة للدیار المصریة التي استقر بها عدد من الصوفیة المغاربة، مع ما شیدوه من معالم إعماریة كبیرة في عدد من مدنها. وكذا الأمر بالنسبة لما اضطلعوا به في القارة الإفریقیة التي كان لهم الفضل الكبیر في دخول الإسلام إلى ربوعها، وما ا رفق ذلك من مشاریع إعماریة وإنمائیة رائدة.

وجاء في بلاغ لمؤسسة الملتقى أنها ستنظم ثلاث مسابقات موازاة مع أشغال الملتقى العالمي للتصوف، في إطار مبادراتها لتشجيع الباحثين والمبدعين الشباب؛ المسابقة الأولى مخصصة لإعداد مقالة حول موضوع “الإسلام والتنمية: أصول وثوابت”، والثانية مسابقة شعرية في المديح النبوي، فيما تم تخصيص المسابقة الثالثة مسابقة لتحفيز الناشئة على حفظ وتجويد القرآن الكريم.

وتجدر الإشارة الى أن جلسات الملتقى ستتناول عدة محاور كالتصوف والتنمیة الأسریة: قضایا الطفولة والشباب، والتصوف والرأسمال اللامادي: أفق جدید للتنمیة، والتصوف والتنمية العالمية: دور البعد الروحي في حل الأزمات والصراعات، والتصوف والتنمية الاقتصادية، وغيرها.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات