متابعة
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الخميس، هجوم غير مسبوق أودى بحياة أربعة من رجال الشرطة، حيث اقتحم موظف في الشرطة أحد المخافر، وقتل زملاءه، قبل أن يتعرض للقتل من طرف قوات الأمن.
ورغم بشاعة الحادث، اتخذت وسائل الإعلام الفرنسية طريقة تناول مختلفة للواقعة، حيث وجهت حديثها نحو مناقشة الأوضاع الصعبة التي بات يعيشها رجال الشرطة في فرنسا، وخصوصا في العاصمة باريس، مذكرة بالضغط التي قالت أنهم يعيشونه بسبب تزايد الاحتجاجات في العاصمة منذ اندلاع حراك السترات الصفراء.
وربطت وسائل الإعلام الفرنسية بين هذا الاعتداء الدموي وموجة الغضب التي عبر عنها رجال الشرطة، غداة مشاركة آلاف من عناصر الشرطة في باريس بـ”مسيرة غضب”، في تحرك غير مسبوق منذ نحو 20 عاما.
وتقول ذات المصادر، إنه وبخلاف دوافع التحركات السابقة، فإن التحرك الأخير لرجال الشرطة، يتعلق بارتفاع أعباء الخدمة والتوترات المتصلة بحراك “السترات الصفر” ضد السياسة الاجتماعية والاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، كما ربطت بين حادث اليوم وارتفاع نسب الانتحار داخل الشرطة، حيث تم تسجيل 52 حالة انتحار منذ مطلع العام الجاري.
واهتم وسائل الإعلام الفرنسية، بتصريحات الباحثين، والتي تتحدث عن عوامل التراكم لدى رجال الشرطة الفرنسيين، حيث نقل بعضهم أنه بعد موجة الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها البلاد، واجه رجال الشرطة حراك السترات الصفر الممتد، وسط ظروف صعبة جدا للتدخل.
وبينما لا تزال دوافع المنفذ مجهولة في هذه المرحلة، فإن القوات الأمنية تبرز بين الأهداف المتكررة للمنظمات الجهادية وبينها تنظيم الدولة الإسلامية، غير أن تصريحات رجحت احتمال وجود خلاف شخصي بين منفذ الهجوم وضحاياه من زملائه.