اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 - 9:15 مساءً
أخر تحديث : الجمعة 7 سبتمبر 2018 - 2:29 مساءً

نافذة على المدرسة العمومية ك تجديد الرؤية التربوية :تدريسية اللغة: منالإتقانات القرائية إلى التحكمات في النماط الكتابية الجزء1

سياق فكري عام 

يعتبر الدرس اللغوي الحلقة الأفرغ ،في سلسلة التحكم اللغوي بين حلقتي: الإتقان القرائي والتحكم في الأنماط الكتابية ؛ بسبب عزوف المتعلم عن تلقي اللغة الفصيحة ؛رغم رسميتها في الدستور، وطابعها الإلزامي في أدبيات المعاملات الإدارية وسائر مناشط الحياةالاجتماعية والاقتصادية والثقافية… بدعوى أن اللغة العربية ليست هي لغة العلوم، ولتدني درجات المطابقة والانسجام بين واقع اللغة ومتطلبات النسيج المجتمعي ، ونظرا لارتفاع نسبة المخاطر وانخفاض مستويات الأمان داخله، وكذا لعدم مسايرة المتلقي لدرجات الصعوبة ،التي تكتنف الدرس اللغوي، كالغرابة والبعد عن ألفة العصر وقيمة وسائطه المتداولة في الوسط المدرسي ، وأيضا لتعدد الثقوب وتكاثر الفجوات في خطاب تدرسية اللغة ،حيث لانوازن بين مبدأ السليقة و الاكتساب الطبيعي للغة ، بواسطة أنشطة الانغماس وسماع اللغة المعربة، والتمهير على اللغة المنطوقة المحركة ،وبين مبدأ التحصيل العلمي للغة قصد التحكم في أحكامها وقواعدها ،انطلاقا من الكلمة ومقاطعها الصوتية، وبنيتها الداخلية ومستوياتها التركيبية، والدلالية والمعجمية والبلاغية.

كما لانتعلم اللغة في إطار أدب الطفل، الذي يستجلي جمالية اللغة ويقوي عروة قربها من انشغالات المتعلم واهتماماته وتطلعاته ، ولا في ظلال الأدب الرفيع الفني أو العلمي أوتاريخ الأفكاروالمناهج… الذي يوسع مدارك المتعلم ويغني معجمه الذهني، ويستضمرفي ذهنه القدرة على الفهم والتفسير و التحليل والربط المنطقي، والنقد والحكم والتذوق؛ مما يحث على التفكير باللغة في حدث لغوي ، يستدعي حل مسائله عن طريق تخطيطات لغوية ، ترتقي بالكفاية اللغوية وتفضي إلى إنجاز لغوي ؛ ولكن نتعلم عن اللغة حيث يصير الدرس النحوي والصرفي والإملائي ، غاية في حد ذاته يتكئ في عرضه لظواهره على تقسيمات متناهية في المنطقية ، وتفريعات غاية في التعقيد على مستوى الأحكام ، فنغرق في تقديم قواعده و استثناءاته، ونفيض في بيان جوازاته و شواذه وسماعيه قبل قياسيه ؛ فنثقل على المتعلم ونحد من دافعيته،ونطفئ جذوة حبه للغته الأم؛ فيبطئ تعلمه ويعتريه قصور الفهم ،ويشوبه العسر في النطق ويعتوره العجز في التعبير ؛لأن لغة التدريس لم تعد تواكب التشغيل الوظيفي للغة الرسمية في عصر يتميز بالتقدم العلمي والتكنولوجي ،والتطور الصناعي الالكتروني ، الذي يراهن على الاقتصاد اللغوي وتكثيف المعنى ،وعلى الربط بين التكوين المدرسي والتأهيل الاقتصادي للمورد البشري، في ظل غياب العدالة اللغوية؛ بسبب انعدام الندية اللغوية و ضيق مساحات التفكير باللغة ،وتراجع مستوى البحث اللغوي وقلة فرص الإبداعية اللغوية، وتدني مستويات التوليد والتحويل والاستبدال والإنتاج الجملي داخل مجال استعمالات اللغة العربية الفصيحة، خلال الممارسة القسمية والأنشطة التعليمية التعلمية ، أو في ثنايا مناشط الحياة الإدارية والاقتصادية والثقافية والفنية، جراء انحساررقعة التواصل باللغة الفصيحة، وتنامي مزاحمة العامية بسبب دعوات التعدد اللغوي ،والتربية على اختيارالإشهادات الدولية : إنجليزية أو فرنسية … ولن نرد الاعتبار للغة الضاد ونحقق العدالة اللغوية ،وننخرط في التنافس المنفتح و الشريف والمتكافئ للغات المتداولة ؛إلا بتحديث آليات تلقي اللغة وامتلاكها وإنتاجها وتشغيلها.

ولوضع قطار العربية على السكة الصحيحة لابد من مراجعة مفهوم اللغة وتجديد المنهج اللغوي لدى المشتغلين بها وبالنسبة للمعلمين والمتعلمين أيضا، وتأمين الانتقال من تعليم تقديم الأجوبة إلى تعلم طرح الأسئلة ، من خلال التربية على السؤال وصياغة الفرضيات وعرض المشكلات وحلها،وتشغيل المحتوى اللغوي قرائيا وكتابيا ؛ »ما دام التعيلم بدون أجوبة أفضل من التعلم بدون أسئلة ». وما دام النحو التوليفي الوصفي التطبيقي الاستثماري الذي يروم إنضاج نحو العقل وطريقة التفكير ،وصقل منطق التعبير والاستدلال والتعليل أفضل من النحو الصوري الذي يغرق في حفظ الأحكام وتفريعها بغية التمكن من القواعد لذاتها بعيدا عن تشغيلها في إنشاءات لغوية وأنماط كتابية.

ولتجاوز آثار هذا التقسيم الآلي المجحف في حق منطق اللغة الداخلي والخارجي ، تعين تبني نموذج النحو التوليفي ، المتكئ على تعلم العلامة والوظيفة، ومعرفة أسباب الوضع وأحوال الوضعيات الإعرابية ، والمؤطر بفقه اللغة واللسانيات النسبية وعلوم البلاغة واعتماد نظام الفصوص في توزيع دروس اللغة داخل المستوى وبين المستويات والفص هو نسق من القواعد المترابطة التي تخدم عملية التحكم في اللغة سماعا ونطقا وقراءة وكتابة، كالفص النصغي والنصتي المهتم بالجانب الصوتي ، والفص المعجمي المعني بالاشتقاق والمداخل المعجمية الأصول والفروع، والفص التحويلي المتعلق بالصرف ونقل القولة من بنية لأخرى ،والفص التركيبي الخاص بتأليف العلاقات الدلالية من خلال الوظائف النحوية والأحوال الإعرابية.

وكذا تبني بيداغوجيا المشروع، وحل المشكلات، في ظل إطارعملي منهجي مزدوج، يعتمد تمشي تكنولوجيا المعلومات، وتمشي التعليم التعاوني النشط والتعليم التفاعلي الحديث

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات