زايوتيفي.نت
رد إبن مدينة زايو ميمون المقيم بالديار الفرنسية على المنتقدين السلبيين للمقال السابق التي أعطى رأيه فيه حول الإنجازات الأخيرة التي حققتها جماعة زايو .
كتب في كل مجتمع، هناك دائمًا من ينظر إلى الأمور بعين ناقدة، وهذا حق مشروع بل ومطلوب من أجل التصحيح والتطوير. لكن بين النقد البناء والانتقاد السلبي فرق كبير، فالأول يهدف إلى الإصلاح واقتراح البدائل، بينما الثاني لا يرى إلا العيوب، متجاهلًا الجهود المبذولة والظروف المحيطة.
في هذا السياق، نجد أن بعض الأشخاص لا يرون في مجلس الجماعة سوى “الجهة الفارغة من الكأس”، معتبرين كل قراراته سلبية وكل مشاريعه فاشلة. لكن، هل هذا الحكم منصف؟
الإنجازات لا يمكن إنكارها
كل مجلس جماعة يشتغل وفق إمكانيات متاحة وإكراهات متعددة، ورغم ذلك، هناك مشاريع تنموية تنفذ، سواء كانت في البنية التحتية، أو دعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية. هذه المشاريع قد لا تكون مثالية، لكنها بالتأكيد خطوات إلى الأمام لا يمكن القفز عليها.
النقد مسؤولية، وليس وسيلة لتصفية الحسابات،
الانتقاد المستمر دون تقديم بدائل عملية ليس سوى هدم دون بناء. من السهل القول إن المجلس فشل، لكن الأصعب هو تقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق وفق المواردالمتاحة، وهنا يطرح السؤال: هل المنتقدون مستعدون للمساهمة في التغيير أم أن الأمر مجرد معارضة من أجل المعارضة؟
فالظروف والتحديات ليست بيد المجلس وحده بل يجب أن نفهم أن الجماعات المحلية تعمل ضمن سياسات وطنية وأحيانا في ظل إمكانيات محدودة، كما تواجه تحديات قانونية وإدارية تعيق تنفيذ بعض المشاريع بسرعة. لوم المجلس الجماعي وحده على كل المشاكل هو تبسيط مخلّ للواقع.
من يريد التغيير الحقيقي يجب أن يشارك في النقاشات العمومية، يقترح حلولًا، ويتابع سير المشاريع بدل الاقتصار على نشر السلبية دون طائل. فالديمقراطية المحلية لا تقوم على التشكيك الدائم، بل على الحوار والتعاون بين المنتخبين والمجتمع المدني والمواطنين.
مجلس الجماعة ليس معصومًا من الخطأ، لكنه أيضًا ليس المسؤول الوحيد عن كل المشاكل. المطلوب اليوم هو خطاب متوازن، يعترف بالمنجزات، يحدد الإخفاقات، ويقترح الحلول. لأن البناء لا يكون بالنقد السلبي، بل بالمشاركة الفعالة والعمل المشترك.