اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 1:26 صباحًا
أخر تحديث : الأحد 10 يوليو 2022 - 5:35 صباحًا

مسلمو أوكرانيا محرومون من أداء فريضة الحج للسنة الثالثة

زايوتيفي – متابعة

بسبب الحرب الروسية الدائرة رحاها على بلادهم، وبعد جائحة كورونا التي فرضت نفسها على شؤون الدين والدنيا على مدار سنتين مضتا، تمر على مسلمي أوكرانيا سنة ثالثة يحرمون فيها من أداء فريضة الحج.

الحج لدى كثيرين من مسلمي البلاد الأصليين هو أعظم شعيرة ورحلة في العمر، لما يحمله من معان ودلالات كبيرة، بعد عقود في ظل شيوعية الاتحاد السوفياتي، كانت فيها ممارسات تعاليم الدين جرائم يعاقب عليها.
مع بداية 2020 خطط الشابان محمد وأماني للزواج، وأرادا أن يكون في موسم الحج “شهر العسل” الذي يبدآن ببركته حياتهما معا، لكن ظروف الحجر الصحي حالت دون ذلك، ودون أن تعوضه حتى عمرة خلال شهر رمضان المبارك، أو حجا في العام التالي، كما يقولان.

لكن خيبة أمل الشابين لا تقارن بخيبات أمل مسلمين أوكرانيين طاعنين في السن، بخاصة من تتار القرم أو دونباس، فالعمر يمر بسرعة أمامهم، وهموم الحرب المندلعة دون أفق نهاية تفرض عليهم شعورا يقول إنهم “لن يستطيعوا إليه سبيلا”.

عيد ثان في ظل الحرب
وفي 2022 يعمّ الحزن وخيبات الأمل تشمل معظم مسلمي أوكرانيا معا، لا أولئك الذي عقدوا نية الحج فقط؛ فاليوم يستعدون لاستقبال ثاني أعيادهم في ظل الحرب، وما فرضته عليهم من ظروف وتداعيات.

للجزيرة نت، يقول الأستاذ سيران عريفوف، رئيس مجلس مسلمي أوكرانيا “قد لا نبالغ إذا قلنا -على سبيل المثال- إن ثلثي مسلمي كييف المقدرة أعدادهم بنحو 70 ألف نسمة أصبحوا لاجئين أو نازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال، وهذا ينعكس -بطبيعة الحال- على فرحة العيد وأجوائه، كما كان في عيد الفطر الماضي”.

“نضيف إلى ما سبق أن خيوط الزيارات المعقدة أصلا انقطعت بسبب الحرب مع أهالي التتار في القرم المحتل، وكثير من مسلمي المناطق المجاورة، مثل زاباروجيا وخيرسون، يرزخون اليوم تحت الاحتلال أيضا، أو أصبحوا نازحين أو لاجئين هربا منه”، على حد قوله.

مالك شاب أوكراني اعتنق الإسلام، يتواصل اليوم مع زوجته وأطفاله اللاجئين في بولندا عبر تطبيقات الهاتف النقال، ويقول للجزيرة نت “بعد واجب التهاني، حديث العيد اليوم لا يدور عن خططه وأضحيته وطعامه، بل عن الصبر هنا وهناك، والقلق الذي يشعرون به تجاهي، وتوسلات البقاء في مكان آمن”.

هذا حالنا فادعوا لنا
وقبل أيام قليلة، نشر ناشطون مسلمون على مواقع التواصل صورا لمركز “بسم الله” الثقافي الإسلامي في سيفيرودونيتسك بمنطقة لوغانسك التابعة لإقليم دونباس، بعد أن دمره القصف، قبل أن تسيطر روسيا على المدينة.

المركز كان يضم آخر مسجد جديد يفتتح في أوكرانيا، وثالث مسجد يتعرض للقصف أو الأضرار، بعد مساجد في مدينتي ماريوبول وكونستانتينوفكا بمنطقة دونيتسك، وأخرى أغلقت أبوابها بسبب الخطر وموجات النزوح.

يقول الشيخ مراد سليمانوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (أمّة)، وخلف المفتي السابق سعيد إسماعيلوف الذي توجه إلى جبهات القتال، “المعارك تدور اليوم في المناطق الشرقية والجنوبية التي تكثر فيها أعداد المسلمين، لذلك نرى أن المسلمين من أكثر فئات المجتمع الأوكراني تضررا جراء الحرب”.

وأضاف “هذا هو حالنا اليوم، بين قصف ودمار ونزوح وخوف. ومع ذلك، مستمرون بالعمل ومتمسكون بالأمل، لكننا نسأل إخواننا الحجاج صالح الدعاء في هذه الأيام المباركة، حتى يخفف الله عنا وعن بقية المسلمين ما نحن فيه، وينهي هذه الحروب الظالمة”.

المصدر: الجزيرة.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات