زايوتيفي.نت
أثار تشييد عدد من الفعاليات المدنية بالجسيمة وبمشاركة تلاميذ مغاربة وبولونيين وألمان، لمجسّم على شكل الدلفين الأسود، وسط المدينة، جدلاً واسعا في أوساط الساكنة، التي اعتبر بعضها أن الأمر يمثل مأساة متجددة مع كلّ نظرة لممتهني الصيد البحري مع هذا النوع من الأسماك، فيما رأى آخرون، أنه أثر سلباً على جمالية المكان الذي وُضع فيه.
وفي هذا السياق، كتب ناشط “فيسبوكي”، يدعى هشام أبو عليا، في تعليقه على وضع هذا الشكل، الذي وُصف بـ”الغريب”، وسط الحسيمة، أنه “بغض النظر عمن شارك في تصميمه أو حتى في الإشراف عليه، فإن هذا المجسم يبقى بشعا وغير مناسب لجمالية المكان، والأمور يجب أن تقال بأمانة ودون مواربة”.
وأضاف أبو عليا نفسه: “ثمة ألف طريقة أخرى للتوعية بقضايا البيئة لكن دون السقوط في الابتذال، وحشر مجسمات مؤذية بصريا في قلب المدن، أما إذا حرصنا على التلاميذ ووعيهم فحبذا لو وضعنا العمل داخل روض أو مدرسة ابتدائية، لأنه من غير الممكن مثلا أن ننشر مقالا مهلهلا لطفل في مجلة علمية مختصة بذريعة أننا نشجعه ونحفزه”.
ناشطة أخرى تدعى سميرة أوطاح، قالت إنه “مع احتراماتي للمجهوادات التي قاموا بها، لم تعجبني الفكرة أبدا، هذا المجسم يمثل النيغرو الذي كان سببا في مأساة إخواننا البحارة، حتى ولو أن السبب الحقيقي هو التلوث والتلوث ساهم فيه الإنسان بشكل أكثر لا يعني أن نذكرهم بمعاناتهم كل ما مر أحدهم قرب هذا التمثال المشؤوم، توجد تماثل أحسن بكثير ممكن أن تنجز وتمثل مدينتنا”.
من جهتها، كتبت “فيسبوكية” أخرى، تسمي نفسها “جوهرة الريف”، إن “الساكنة ليست ضد الإبداع، ولا ضد التحسيس، والمجسم لا يدل على أي تحسيس ولا إبداع ولا يضيف جمالية للمكان، بقدر ما يستفز ممتهني قطاع الصيد البحري الحسيمة التي تحتاج لأعمال تنقذها من العجز الذي تعاني منه قبل التزيين نحن نفتقد للضروريات و هم يأتون لنا بالاكسيسوارات”.
الحسين خالدي، قال بدوره، إن أغلب الساكنة لن يعجبها مكان نصب هذا المجسّم، “وهو النقطة التي فاض معها كأس ما يروج اليوم من كلام”، معتبراً أن النقد الذي وجه لهذا الأمر، “عادٍ جدا، ويجب ألا يحسب على سكان الحسيمة سلبيا، أو نقداً هدّاماً، رغم أن الرسالة التحسيسية يجب أن تبعث للمسؤولين عن الشأن المحلي، فالمقاربة التشاركية والتواصل مهمان جداً، والمكان غير مناسب للمجسم، ووجب التفكير في نقله”.
أما الإعلامي فؤاد عزوزي، فقد أوضح أن “المجسم الذي لم يعجب الكثيرين، والذي احتل مكانا صغيرا في ساحة المدينة ليس سوى رسالة تحسيسية وتوعوية بأهمية المحافظة على البيئة البحرية، ولفت الانتباه إلى خطر النفايات البلاستيكية (الميكروبلاستيك)، التي تملأ جوف الأسماك في البحار و المحيطات”.
وأوضح في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “هذا العمل البسيط هو من إنجاز أحد الفنانين وشارك في إنجازه تلاميذ من مدينة الحسيمة بمعية مجموعة من التلاميذ من ألمانيا وبولونيا، الذين حلوا ضيوفا على جوهرة المتوسط ضمن برنامج للتبادل الثقافي والمدرسي بين المغرب وألمانيا…”.
وأردف أن “الأمر لا يعدو أن يكون نشاطا بيئيا سيترك أثرا طيبا في أنفس التلاميذ و النشء الصاعد”، مطالباً منتقدي المجسم للتوقف عن ما يفعلون، حيث قال: “لا داعي لكل هذا التهجم على مجسم من صنع أيديهم … هو مجسم لا علاقة له بالسياسة كما يزعم البعض .. لا من بعيد ولا من قريب … فرفقا بأبنائنا من سهام الانتقاد…”.