زايوتيفي.نت
كلما سألت إسباني عن مشاعره تجاه الفرنسيين، يجيبك أنه يشعر تجاههم بشعور أقرب إلى الكراهية، أو على “لا يهضمهم”. ولا يعرف سبب محدد لذلك، لكن قد يمتزج التاريخ بالرياضة بالسياسة بالجغرافيا. لقد كانت فرنسا طيلة النصف الثاني من القرن الماضي ملجأ لعناصر حركة “إيتا” التي كانت تنفذ عملياتها في اسبانيا ويختبئ عناصرها في فرنسا. كما تشكل الحدود المشتركة لكاتالونيا مع فرنسا امتدادا للشعور الاستقلالي الذي يجد فيه الاستقلاليون الكتلان حضنا اجتماعيا في البلدات الفرنسية الحدودية.
التاريخ
ويعتبر الإسبان الغزو النابليوني أحد أكثر الأحداث دموية في تاريخ بلادهم، حيث كان بمثابة تغيير النظام الملكي لإسبانيا عندما تنازل الملك كارلوس الرابع ملك بوربون عن العرش لصالح ابنه فرناندو السابع. تم تنفيذ الغزو بعد تحايل نابليون على الإسبان، حيث توصل إلى اتفاق مع الإسبان – معاهدة فونتينبلو – لغزو البرتغال بشكل مشترك، لذلك لم يبدِ الإسبان أي مقاومة لدخول جحافل جيش نابليون، ولكن بمجرد وصول الفرنسيين إلى البرتغال، انقلبوا على الأسبان واحتلوا بلدهم. ومنذ تلك الخديعة، ترسّخ لدى الإسبان شعور تمتزج فيه الكراهية أو التخوّف من الفرنسيين.
الرياضة
كلما حلّت مواجهة رياضية بين اسبانيا وفرنسا، حرّضت وسائل الإعلام الرياضية في البلدين الجمهور لتحتدم المنافسة. إن الرسوم الكاريكاتورية الشهيرة للرياضيين الإسبان سنة 2012 هي أوضح مثال على سوء هضم الفرنيسيين للإسبان وهو شعور متبادل. وفي غضون ذلك، أيدت صحيفة “لوموند” الفرنسية المرموقة الآراء التي تزدري الرياضة الإسبانية في تناغم من الشعور الشعبي الفرنسي الجاف تجاه الإسبان، حيث يتم تبخيس النجاحات الإسبانية في الرياضة. وفي سنة 2011، حكم القضاء على صحيفة “لوموند” بدفع 15 ألف يورو لربط برشلونة بشبكة لتعاطي المنشطات.
وتلجأ الصحافة الفرنسية إلى موضوع المنشطات الذي تستخدمه للتشكيك في قيمة الانتصارات الإسبانية. وفي قناة + الفرنسية، يتم التقليل من شأن نجوم إسبان مثل رافائيل نادال وألبرتو كونتادور وباو غاسول وإيكر كاسياس. تظهر آخر سلسلة من “الرسومات الاستهزائية”، التي نُشرت مؤخرا، رياضيين إسبان يهزمون الأبطال الخارقين لأنهم، بحسب دمية ثور، “يتناولون الأشياء المحظورة”، في إشارة لتعاطيهم المنشطات.
سباق فرنسا للدراجات
سباق فرنسا للدراجات، الحدث الرياضي الفرنسي الكبير الآخر، هو ميدان آخر انتصر فيه الإسبان في العقود الأخيرة، مع عزف النشيد الوطني الإسباني في الشانزليزيه نفسه. في المقابل، لم يفز أي درّاج فرنسي بلقب “غراند بوكل” منذ أن فاز برنارد هينو آخر مرة في عام 1985.
لطالما كان الاتهام بتناول المنشطات ضد الدراجين الإسبان، بسبب أو بغيره، هو الفزاعة الحاضرة في وسائل الإعلام الفرنسية لطمس قيمة الانتصارات الإسبانية في ركوب الدراجات، حسب صحيفة “أ ب ث” الإسبانية. كان المثال الأكثر دراماتيكية هو الموقف “المُعادي” ضد ألبرتو كونتادور بشأن قضية منشطات كلينبوتيرول.
الخسارة في كرة القدم
تعد كرة القدم هي الرياضة التي لا يزال بإمكان الفرنسيين التباهي بها أمام الإسبان. على الرغم من حقيقة أن “لاروخا” هي بطلة أوروبا والعالم لسنوات، إلا أنها لم تهزم فرنسا في المسابقات الرسمية. ولا يزال الفرنسيون يتباهون ويتفاخرون أنهم هم من يستطيع القضاء على المنتخب الإسباني، في كأس العالم 2006، عندما سخر الإسبان من اعتزال زين الدين زيدان. ركلة الجزاء التي رمهاها راؤول في السماء في يورو 2000 لا تزال مؤلمة للفرنسيين. وبالطبع، يفرح الفرنسيون بتذكر فوزهم في أول بطولة أوروبية لهم، عندما انزلقت كرة الركلة الحرة التي ألقاها بلاتيني بين ذراعي أركونادا في عام 1984.