محمد شركي / زايوتيفي.كوم
على اليمين الفرنسي المتطرف الذي لا تفوته فرصة دون التصريح الوقح بعقيدته العنصرية ضد الرعايا الأجانب بمن فيهم الذين يحملون الجنسية الفرنسية وفرنسا مدينة للقارة السمراء بكأس العالم أن يخجل من عنصريته المنتنة ، وهي من مخلفات العهود البائدة ، ومن عقد الأعراق التي تعاني من أوهام التميز على غيرها سفها في القرن الواحد والعشرين .
لقد سجلت وسائل الإعلام مؤخرا الموقف العنصري المخزي لليمين الفرنسي المتطرف من رفع بعض المقيمين بفرنسا أعلام بلدانهم احتفاء بتأهل الفريق الفرنسي إلى نهاية كأس العالم . ومعلوم أن رفع الجاليات خصوصا الإفريقية منها أعلام بلدانهم الأصلية يعد صفعة من شأنها أن تعيد اليمين المتطرف الفرنسي إلى صوابه ، وفي ذلك تذكير له بأن فرنسا إنما حصلت على كأس العالم بفضل لاعبين معظمهم من أصول إفريقية . ولا شك أن فرنسا تصنع مجدها في ميادين أخرى بفضل جهود الذين يزدريهم اليمين العنصري المتطرف ويطالب بطردهم .
ولا ندري هل سنقول هنيئا لفرنسا على فوزها بكأس العالم أم نقول هنيئا للقارة السمراء المعطاء التي جادت بفلذات أكبادها لتصنع فرنسا بجهودهم مجدها الكروي . وستبقى القارة السمراء ذات فضل على البلد الذي احتل بلدانها ، ونهب ثرواتها ولا زال ، وأشعل فيها الحروب الطاحنة لتسويق أسلحته التي خلفت المآسي فيها ،وطوحت بملايين الضحايا الفارين من جحيم تلك الحروب ، ومن طغيان أنظمة مستبدة يخدم حكامها فرنسا التي تصنع مجدها على حساب بؤس شعوب القارة السمراء التي جرت عليها خيراتها حسد وجشع وطمع الطامعين .
وأخيرا نقول للذين سرهم فوز فرنسا بكأس العالم تعاطفا مع اللاعبين الأفارقة إن اليمين المتطرف لن يرضى عنكم أبدا ، ولن يبالي بفرحتكم لؤما منه ونكرانا لجميل من صانعوا هذا الفوز .وعلى هذا اليمين العنصري ينطبق المثل القائل : » يأكلون الغلة ويسبون الملة » أو القائل : » يأكل التمر ويرمي من يطعمه به بالنوى » .
وعلى الشعب الفرنسي وهو في غمرة فرحته بكأس العالم أن يعلن براءته من اليمين العنصري المتطرف اعترافا بجميل اللاعبين الأفارقة واحتراما لهم ، وألا يقبل بأي سلوك عنصري ضد أي إفريقي بفرنسا سواء كان يحمل الجنسية الفرنسية أم كان مجرد مقيم تستفيد فرنسا من جهوده لتحقيق رفاهية أبنائها.