زايوتيفي – متابعة
لم تنتهِ بعدُ الضجة التي تسببت فيها تدوينة الإعلامي الجزائري حفيظ الدراجي، حول المساعدة التي أبدى المغرب استعداده لتقديمها للجارة الشرقية، قصد الإسهام في إخماد الحرائق المندلعة بولايتي “تيزي وزو” و”بجاية” في “القبايل”.
فكلما اعتُقد أن الموضوع بدأت حدة التفاعل معه والرد عليه ينقصان، تظهر أشرطة فيديو جديدة أو تدوينات إضافية مصدرها شخصيات لها وزن وثقل في مجال اشتغالها، لتقدم الدروس والعِبر لـ”الدراجي” الذي ألِف التطاول على المغرب غير ما مرة، دون استحضار الجوار والروابط التاريخية واللغوية والجغرافية والدينية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وآخر من تفاعل مع الموضوع هو الإعلامي خالد ياسين، الذي قال إن من عادته ألا يرد على الرسائل أو التدوينات أو التغريدات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي لإيمانه بحرية التعبير، “لكن عندما تكون تلك الرسائل ممنهجة ومكررة، فإنها تدخل في إطار آخر بعيد عن حرية التعبير”؛ وهو ما حدث مع زميله السابق في “بي إن سبورت” الإعلامي الجزائري حفيظ الدراجي.
وأضاف ياسين، في شريط فيديو من 14 دقيقة، أن السقطة التي سقط فيها الدراجي مع المغرب لن ينساها أحد، على اعتبار أنها جاءت من رجل يعرف المغرب والمغاربة. كما أكل وشرب من خيرات البلد ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، وما دوّنه لا يدخل في حرية التعبير؛ بل هو حقد وضغينة وكراهية تجاه بلد يتطور باستمرار، ويزعج الآخرين بوتيرة النمو التي يسلكها وليس بسبب آخر.
وتابع الإعلامي المغربي أن تدوينات الدراجي فيها تطاول سافر على المغرب ومؤسساته ومكوناته؛ إذ لم يفوت أي فرصة لمحاولة النيل من سمعة البلد، مذكرا إياه بتاريخ ميلاده (العاشر من أكتوبر 1980)، وهو التاريخ الذي شهد زلزالا عنيفا في مدينة “الأصنام”، مخلفا آلاف القتلى والجرحى والمعطوبين، وتزامن الزلزال مع أيام عيد الأضحى، و”حينها هبّ المغرب في خطوة إنسانية وعفوية وذهب لمساندة الجزائر”.
“سياسة ‘اليد الممدودة’ التي يرفضها الدراجي لم تأتِ هكذا من فراغ، ذلك أن المغرب لا يتردد في تقديم يد المساعدة لغيره من الدول من دون الجزائر؛ من قبيل قطر وتونس ولبنان. ورغم أن هناك دولا ليست في حاجة إلى المساعدة، غير أن الموقف النبيل للمغرب هو الذي يسجله التاريخ”، يوضح خالد ياسين.
واستطرد الإعلامي المغربي بالقول: “لما كانت الجزائر ترزح تحت نير الاستعمار، كان الثوار الجزائريون يلجؤون إلى المغرب من أجل التزود بالسلاح والدعم المادي والسياسي، إلى درجة أن بعضهم فضّل، بعد الخلافات التي شهدتها الجزائر، العودة إلى المغرب؛ أبرزهم الراحل محمد بوضياف الذي قرر الاستقرار بمدينة القنيطرة”.
المتحدث نفسه زاد: “المغرب لم ولن يكون يوما عدوا للجزائر ولن يتآمر على الجارة الشرقية؛ المغرب يعرف قيمة الجار الذي تربطه به علاقات جوار ومصاهرة ودم”، مذكرا الدراجي بما حصل لـ45 ألف مغربي في 10 دجنبر 1975، لما طُردوا من الجزائر وصُودرت أموالهم وممتلكاتهم، ورغم ذلك لم يَصدر أي صوت من قبل الجزائريين لاستنكار الواقعة، في حين أن المغاربة مستعدون لتقديم يد المساعدة متى احتاج إليها الجزائريون.
وخاطب الدراجي بالقول: “كنتَ في المغرب قبل سنتين لما كان الوضع لا يسمح لك بدخول الجزائر، بسبب أنباء تقول إن هناك نية في اعتقالك، ومع ذلك وجدت صدر المغاربة رحبا وحظيت بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة؛ سواء في الأندية التي زرتها أوالمدن، مثل مراكش وأكادير والدار البيضاء، والشاهد على ذلك تدويناتك وصورك وفيديوهاتك”.
“إن اختلاق أخبار كاذبة للإساءة إلى سمعة بلد ضارب في التاريخ كالمغرب لن يجدي نفعا، على اعتبار أن المغرب بلد متماسك وموحد، والبلد الجار هو الذي يحترم اختياراتك ويحمي مصالحك ويسعى إلى أن يتطور معك نحو المستقبل، ومبادرة فتح الحدود تسعى إلى إعطاء نفس حقيقي للشعبين المغرب والجزائري، من أجل إحياء صلة الرحم ومد جسور التواصل بين البلدين، حيث إن من مصلحة المنطقة أن يكون هناك تكامل اقتصادي وسياسي، والنأي عن الخوض في النزاعات الجانبية للمضي قدما في مختلف المجالات”، يبرز الإعلامي المغربي المذكور.
وختم خالد ياسين شريطه بالقول لـ”الدراجي”: “أتمنى أن تكون قد استوعبت الدرس بعد هذه الحملة الشرسة. ورغم أنه لم أكن أنوي أن أصور هذا الفيديو، بيد أن واجبي الأخلاقي والوطني يفرض علي توضيح هذه الأمور. نحن نؤمن في المغرب بالمثل العربي الذي يقول: “سقف بيتي حديد وركن بيتي حجر”. كما نقول لك أيضا: “إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة”.
تجدر الإشارة إلى أن خالد ياسين إعلامي مغربي سابق في قنوات “بي إن سبورت”، إذ قدم الأستوديو التحليلي لمباريات الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة، ومباريات كأس أمم إفريقيا، ودوري أبطال أوروبا. كما يظهر بعد رحيله عن “بي إن سبورت” بصفة أسبوعية مع صحيفة المنتخب المغربية لتحليل المشهد الرياضي.