اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 12:31 صباحًا
أخر تحديث : الأربعاء 30 أكتوبر 2019 - 10:36 مساءً

لبيب الزياني .. يكتب ” السياسة وسوق النخاسة

زايوتيفي / لبيب الزياني

ما أكثر أولئك الذين يصبحون بين عشية و ضحاها يحتلون مكانا مرموقا في عالم السياسة و يصنعون لأنفسهم مجدا مزيفا لكنه سرعان ما ينهار لكونه قائما على قاعدة هشة مبنية على الحيلة و الخديعة و النفاق و المصلحة الشخصية فتزحزحها عواصف الدهر التي ترفض الزيف و التحايل فنجد بين هؤلاء النماذج المتطفلة على السياسة تستعمل جميع الأساليب من أجل الحصول على الشهرة حتى و إن كانت على حساب الآخرين.

نقرأ كثيرا على صفحات الجرائد و المجلات و بعناوين بارزة دون خجل أو حياء أن فلان كذا يصر على أنه الزعيم أو أنه رائد حركة سياسية أو أيديولوجية ما عن جدارة و استحقاق،ضاربا بذلك عمل أولئك الجنود الذين اشتغلوا في الخفاء و قدموا بذلك التضحيات الجسام لتترعرع سياسة اليوم،التي تدخل في عداد الفنون الجميلة و لا تدخل في عداد الكذب أو الضحك على ذقون الآخرين،فهي فن الممكن و ليست فن التخلويض …

و يساهم كل واحد بنصيبه جاهلا أنه اقتنص الفرصة حيث فتحت له الأبواب على مصراعيها و التي لم تفتح لغيره من السياسيين بالفطرة،و المبدعين فيها و المجدين لكونهم رفضوا المتاجرة بالسياسة و التعامل مع كل من لا علاقة له بها.كيف لا و هذا زمن العجائب و الغرائب أصبح فيه السياسي متطفلا و المتطفل سياسيا.لكن مهما طال الزمن لابد و أن ترجع الأمور إلى نصابها،فقليل من التواضع يا من تدعون بالسياسة معرفة،إن علمتم شيئا غابت عنكم أشياء.

سألت دون توقف،هل صحيح السياسة هي الكذب؟؟؟ في اعتقادي أن السياسة إلى جانب كونها فن ،هي علم يدرس في المعاهد و الجامعات،و من يتعاطى السياسة سواء السياسي أو السياسوي أو المتسيس أو المنتسب إلى السياسة،الواجب يحتم عليه أن يكون ملما بالثقافة أو مثقفا حقا،واعيا لأمور البلاد و العباد،و أن يكون لبقا في الخطاب،حذقا في التكهنات التي يصرح بها أمام الملأ،كما يجب ألا يطلق العنان للسانه ليقول ما يشاء دون حسيب أو رقيب لأن الزلة الواحدة يحاسب عليها حسابا عسيرا و تهوي به إلى الأسفل و تجعله ينتمي إلى صنف السي آ السي و صنف الكذابين و المحتالين.

أيضا على السياسي المتمكن في ميدانه ألا يوهم الناس بأشياء غير منطقية و تكاد تكون مستحيلة إن لم تكن حقا مستحيلة و لا تمت لواقعهم بأي صلة،لأن المواطن أصبح يفهم الصغيرة قبل الكبيرة بفضل الإنترنيت و بالتالي أصبح كثير البحث و التنقيب و المطالعة و لا داعي لتغطية الشمس بالغربال.

بعض السياسيين عندنا و للأسف يعتقدون جزما أنهم هم وحدهم العارفين لشؤون الحياة السياسية و أنهم هم وحدهم الذين يجب استشارتهم في هذا المضمار أو حتى شؤون المواطن اليومية،لأن لديهم الشرعية الكاملة في ذلك،لا و ألف لا فالمجتمع الآن أصبح أكثر دينامية في هذا المجال و خصوصا فئة الشباب.

نحن بحاجة ماسة إلى الرجل المناسب في المكان المناسب،و بحاجة أيضا إلى السياسي المناضل و المناضل السياسي الذي يزرع بذرة الأمل في شبابنا بصدق دون تحيز أو تميز،و بحاجة أيضا إلى السياسي الذي يكون لديه حب الأوطان من الإيمان و يحب ملكه و يتجند وراءه،لا السياسي الذي يجعل الوطن بقرة حلوب،و يوم يغادر مسؤوليته لا يقدم أي شيء يعود على هذه الأمة بالخير.

نلاحظ جميعا أن بعض سياسيينا هم مجرد ممثلين على ركح مسرح الحياة،هنا لا أقلل من شأن الممثل،على الأقل هذا الأخير يمثل لإسعاد الناس و تثقيفهم و تعليمهم القيم النبيلة و فعل الخير.أما هؤلاء -بعض سياسيينا-ممثلون أي يتقنون -تزواق لكلام- فقط و لا يعملون شيئا لهذا الوطن الحبيب،فالسياسي إلى جانب كونه مسئولا فهو أيضا الأب الحنون و اليد البيضاء الكريمة و المعلم و المرشد،و بالتالي لا داعي لتقزيم السياسة و السياسي يدخل سوق النخاسة.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات