حصدت صورة “كل العيون على رفح” أكثر من 44 مليون مشاركة، في أحدث حملة تضامن مع ساكنة قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أعاد توجيه أنظار العالم إلى الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين.
ورفعت الصورة من منسوب التضامن مع القضية الفلسطينية لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع تكثيف إسرائيل للغارات الجوية القاتلة على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وحسب مجلة “فوربس”، فإن الشعار نشأ انطلاقا من تعليق ل “ريك بيبركورن” ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة “ريك بيبيركورن”، في فبراير الماضي، والذي استخدمه لتحويل الانتباه نحو رفح بعد أن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” سكان المدينة على إخلائها، قبل اجتياحها للقضاء على آخر معاقل المقاومة الفلسطينية، حسب قوله.
وبحلول صباح الجمعة، تجاوز المنشور حاجز 44 مليون مشاركة على إنستغرام، مرفوقا بوسم AllEyesonRafah# عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد أن الصورة المتداولة صارت أشهر الأعمال الفنية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، عبر ترتيب عدة خيام لتشكل عبارة “كل العيون على رفح” باللغة الإنجليزية.
وتهدف هذه العبارة إلى تسليط الضوء على محنة رفح، حيث أبلغت السلطات المحلية في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 45 مدنيا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية وحشية يوم الأحد الماضي، والتي وصفها نتنياهو بأنها “خطأ مأساوي”.
وواجهت إسرائيل انتقادات دولية بسبب الهجوم الذي يعد جزءا من هجوم واسع النطاق يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح والمناطق المجاورة لها، وهو الهجوم الذي واجهه زعماء العالم بإدانة واسعة، قبل حث إسرائيل على وقف غزوها للمنطقة التي لجأ إليها حوالي 1.4 مليون فلسطيني نازح من أماكن أخرى في قطاع غزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت يوم الجمعة الماضي، قرارا يأمر إسرائيل بوقف الحرب في رفح، والسماح بوصول المساعدات إلى أهل غزّة، غير أن حكومة الحرب بقيادة نتنياهو رفضت القرار وواصلت غاراتها القاتلة على ساكنة رفح.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة “جويش كرونيكل” الأربعاء الماضي، وصف الصحفي “جوش كابلان” المنشور بأنه “طريقة تافهة وكسولة أخرى لقول “أنا أهتم”، مشيرا إلى أن الشعار “هو واحد من سلسلة طويلة من المنشورات التي تشعرك بالرضا والتي تحقق نجاحًا كبيرًا”، مما يجعل المشاركين يشعرون، ولو لثانية واحدة فقط أنهم يفعلون شيئًا للمساعدة.
وكتب كابلان: “أنا أفهم أن هناك غضباً من الطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها، الصور القادمة من غزة غالباً ما تبدو غير قابلة للدفاع عنها”، مضيفا: “ولكن ما الذي تفعله مشاركة صورة الذكاء الاصطناعي التي لا تشبه غزة في الواقع؟”.
وأكد المتحدث: “أن التعرف على الصراع وتكوين رأي يحفظ الكرامة لجميع الأطراف هو أمر لا يمكن تحقيقه من خلال مشاركة منشور على إنستغرام، كل ما يفعله هو جعل الإسرائيليين، الذين سيتعين عليهم المشاركة في أي عملية سلام مستقبلية، يشعرون مرة أخرى أن العالم لا يهتم بمعاناتهم”.