متابعة
(شكيب لشكر: من تحت شاحنة.. إلى الفائز بماراتون “سان سيباستيان”)، بهذا العنوان لخصت جريدة إسبانية (دياريوڤاسكو) قصة إنسانية لشاب مغربي، غادر وطنه مهاجرا سريا تحت شاحنة، ليصل إلى إسبانيا “حراگا” قبل 11 سنة، وعمره لم يتجاوز آنذاك 18 سنة.
فاز ”شكيب لشكر”، العضو السابق في نادي شباب الساقية الحمراء لألعاب القوى، أول أمس الأحد، بالرتبة الأولى بماراتون 20 كيلومترا “بيهوبيا سان سبستيان”، الذي يحتضنه إقليم الباسك الإسباني، حيث توج بطلا للنسخة الخامسة والخمسين للسباق الدولي، متقدما على الإسباني “إيريتز أروسبيدي”، الذي حل في المركز الثاني.
يحكي الشاب المغربي، المنحدر من جماعة “واركي” في إقليم قلعة السراغنة، قصته لجريدة “دايرو فاسكو” الإسبانية: “غادرت المغرب باتجاه إسبانيا عندما كنت أبلغ من العمر 18 سنة، جئت تحت شاحنة، لأن الهجرة على متن قارب كانت تتطلب المال الكثير، الأمر كان في غاية الخطورة، ومن الصعب أن أنسى ذلك اليوم”.
في الوقت الذي كان من المفروض أن يكون في حجرة الدراسة، وهو في الـ16 سنة من عمره، يحكي شكيب عن شذرات من حياة طفولته، التي قضاها بحثا عن العمل بدل التمدرس: “بدأت العمل وعمري 16 سنة، بعدما توقفت عن الدراسة، انتقلت بين مدن الجنوب (الصحراء)، والشمال (طنجة) بحثا عن العمل، اشتغلت في متجر للبقالة، وفي مصنع للخياطة، وفي البناء أيضا”.
تُعلق الجريدة الإسبانية، “لم يكن من السهل بالنسبة إلى شكيب مغادرة القرية الصغيرة، التي تبعد بـ100 كيلومتر فقط عن مدينة مراكش”.
وأضاف المصدر نفسه: “بعد أكثر من عقد من الزمان، فرض هذا الرجل – الذي لا يزال يحمل الجنسية المغربية- نفسه بقوة في سباق سان سيباستيان”.
ويعيش العداء المغربي، حاليا، في مدينة Gipuzkoa بشمال إسبانيا، وذلك منذ ماي 2008، بعدما استقر لثلاثة أشهر فقط بمدينة Murcie، في الجنوب الإسباني، القريب من البحر الأبيض المتوسط.
وقال شكيب للجريدة ذاتها: “كنت أرغب في العيش في الماني، أو في السويد، لكنني في النهاية مكثت في إسبانيا”.
وأضاف الشاب، المزداد عام 1989، “اتصل بي صديق، وأخبرني أنه في مركز للأحداث، انتقلت بين،Tolosa ، وVillabona بالشمال، ثم إلى سان سيباستيان، حيث ساعدتني جمعيةKolore Guztiak، وعملت دورات تدريبية في صناعة اللحام، ثم إعداد الحلويات، واشتغلت لسنة قبل أن أتمكن من الحصول على الوثائق اللازمة للإقامة في إسبانيا”.
بدأ شكيب يمارس رياضة ألعاب القوى في المغرب، وعمره 12 سنة، أي عام 2001، تعلق الجريدة الإسبانية، التي استجوبته، “تزامن شبابه مع السنوات السحرية لمواطنه، البطل العالمي هشام الكروج”.
كانت هذه قصة شاب من شباب المغرب، راوده حلمه الهجرة إلى “الفردوس” الأوروبي، فتحقق له ما أراد، والأكيد أن هناك شبابا آخرين قد تكون قصصهم أكثر مأساوية، في مقدمتهم من أُقبرت آمالهم، وأحلامهم وسط البحر، بمقبرة المتوسط، مقبرة البشر، والآمال.