اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:14 مساءً
أخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2020 - 12:02 صباحًا

فضيحة…مخابز تستغل الدقيق المدعم لمزيد من الأرباح

متابعة

يستعمل أصحاب مخابز عشوائية الدقيق الوطني المدعم لإنتاج خبز وبيعه بسعر 80 سنتيما لتجار التقسيط، الذين يبيعونه بدورهم بسعر في حدود درهم للخبزة. وأوضح مهنيون أن هناك شبكة تتاجر في الدقيق المدعم وتحوله إلى وحدات إنتاج الخبز، بدل بيعه إلى الأسر المعوزة الموجه إليها.

وأكدت مصادر مطلعة أن عددا من المخابز العشوائية تستعمل هذا الدقيق لضمان كلفة إنتاج منخفضة وتحقيق هوامش ربح كبيرة، إذ يتم جلبه من مدن أخرى إلى البيضاء التي يكثر فيها الطلب على هذه المادة. وأوضحت المصادر ذاتها أن تحويل هذه الكميات عن مسارها لا يمكن أن يتم دون تواطؤ متدخلين في مختلف الحلقات التي يمر منها المنتوج، إذ هناك تجار جملة متورطون تربطهم علاقات مع بعض المطاحن المنتجة لهذا الصنف من الدقيق.

وأكد أحد أصحاب المخابز العصرية أن المهنيين تقدموا بشكايات للسلطات المحلية معززة بصور تثبت إفراغ شحنات من الدقيق المدعم ببعض المخابز العشوائية، فتم فتح تحقيق في الموضوع ليتم العثور بالمخابز المتعثرة على مخزون من الدقيق المدعم الذي يستعمل في إنتاج الخبز منخفض التكلفة.

وأثار انتشار الوحدات العشوائية لإنتاج الخبز استياء في صفوف أصحاب المخابز المهيكلة، الذين يعتبرون نشاطها مخالفا للقانون ويمثل منافسة غير متكافئة، بالنظر إلى أن هذه الوحدات في حل من الضوابط والتحملات المفروضة على مهنيي القطاع المهيكل، ما يجعل كلفة إنتاجهم مرتفعة، بالمقارنة مع الوحدات العشوائية.

ويطالب الفاعلون في القطاع بالتصدي لهذه الوحدات، التي انتشرت مثل الفطر. ويرصد أصحاب المخابز المهيكلة نشاطها وطرق عملها من أجل إبلاغ السلطات بالخروقات، التي ترتكبها والأضرار التي تتسبب فيها للعاملين في القطاع المهيكل. وجاء تحرك السلطات في قضية السطو على دقيق الفقراء، بناء على بلاغات من مهنيين رصدوا مركبات صغرى تفرغ شحنات من الدقيق الوطني ما يزال معبأ في الأكياس، التي تحمل العلامة الخاصة بالمنتوج.

ويستفيد قطاع القمح اللين من الدعم، بناء على سعر مرجعي يحدد للإنتاج الوطني ولتسويقه، وتتحمل الدولة الفارق بينه وبين السعر، الذي يصل به القمح اللين إلى المطحنة، إضافة إلى تكاليف التخزين. ويخصص دعم على مستوى الواردات، من خلال التعويض الجزافي في حال تجاوز السعر الذي تحدده السلطات المعنية عند وصول القمح إلى الميناء. ويهم الدعم الذي تخصصه الدولة لقطاع الحبوب أسعار الدقيق الوطني الموجه للفئات المعوزة، ومنحة التخزين وتكاليف النقل. ويكلف دعم الدقيق الوطني ما لا يقل عن 125 مليارا سنويا، علما أن الدعم يشمل كل حلقات الإنتاج.

وتمكنت السلطات من ضبط عدد من المخابز المتورطة في استعمال الدقيق المدعم في إنتاج الخبز وبيعه وتحقيق أرباح منه، لكن هذه التدخلات لم تثن أرباب المخابز العشوائية عن الاستمرار في استعمال هذه المادة، التي تخصص لها الملايير لتصل إلى الأسر المعوزة بأسعار في المتناول.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات