زايوتيفي – متابعة
لكن من يستطيع الاستفادة من رحلات “العودة الطوعية” هذه؟ وما آلية عملها؟ وما الإجراءات التي يجب القيام بها؟ وما هي شروط هذه المساعدة؟
ما هي شروط الاستفادة من هذه المساعدة؟
تمنح الدولة الفرنسية تذكرة سفر بالإضافة إلى مبلغ يصل إلى 1850 يورو لأي أجنبي، بالغ أو قاصر، يريد مغادرة فرنسا بمحض إرادته بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة أشهر على أراضيها. على أن يكون الشخص في وضع غير قانوني، وممن تم رفض طلب لجوئهم والدوبلينييه.
وشرح ديدييه ليسكي، مدير (OFII)، قائلاً “نحن نفضل الأشخاص الذين يحتاجون إلى تأشيرات لدخول فرنسا”، أما أولئك الذين لا يحتاجون إلى تأشيرات للمجيء إلى فرنسا، مثل الألبان والرومانيين على سبيل المثال، ليسوا من بين الجنسيات ذات الأولوية للاستفادة من رحلات العودة الطوعية.
ملاحظة: عندما يطلب شخص العودة طوعياً إلى بلده، يصبح هو المسؤول الوحيد عن سلامته بناء على مستوى الأمن في بلده.
كيف يتم تقديم هذه المساعدة للمهاجرين المعنيين؟
تنظم (OFII) جولات ميدانية للمهاجرين المتواجدين في الشوارع، كما هو الحال في “نورد با دو كاليه” على سبيل المثال. موظفو المكتب يسافرون أيضا في جميع أنحاء فرنسا، ويتوجهون إلى مراكز الاستقبال التي تأوي المهاجرين ممن رفضت طلبات لجوئهم.
ويضيف ديدييه ليسكي “عندما يتم رفض طلب لجوء، يستلم طالب اللجوء المعني وثيقة ‘OQTF’ (الالتزام بمغادرة الأراضي الفرنسية)، وفي الوقت ذاته يستلم وثائق حول إمكانية الاستفادة من مساعدة العودة الطوعية”.
ماذا يحدث بعد موافقة الشخص على العودة إلى بلده الأصلي؟
توجد مراكز لهؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون العودة. أما إذا كان الشخص الذي رفض طلب لجوئه يعيش في “Cada” (مركز استقبال طالبي اللجوء)، فيمكنه البقاء في هذا السكن حتى موعد رحلته.
في تلك المرحلة، يتوجب على السلطات الفرنسية الحصول على تصريح قنصلي وحجز تذكرة طائرة وتنظيم المغادرة. يمكن أن يستمر الانتظار عدة أشهر، لا سيما بسبب جائحة Covid-19 وإغلاق بعض الحدود. كما أدت الجائحة إلى خفض حالات العودة الطوعية إلى النصف هذا العام (كانت 8700 في عام 2019).
وبحسب ديدييه ليسكي، من بين المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، ينتظر 100 مهاجر من الأكراد العراقيين رحلة طيران منذ شهرين.
متى وكيف يتم دفع أموال المساعدة الخاصة بالعودة الطوعية للمهاجرين؟
يتم إعطاء هذا المبلغ عند عبور الحدود (في المطار)، ويتم تسليمه إما نقدا أو عن طريق بطاقة سحب يمكن استخدامها في البلد التي يتوجه إليها المهاجر. ويعتمد هذا الخيار الثاني على حسن سير النظام المصرفي في البلد المعني.
بمجرد العودة إلى بلدانهم، هل هناك أي شكل آخر من أشكال المساعدة لهؤلاء الأشخاص؟
“مساعدة إعادة الإدماج”، والتي يمكن أن تتراوح من 3500 يورو إلى 10 آلاف يورو حسب البلد، متاحة لأولئك الذين لديهم مشروع مهني ملموس في بلدهم الأصلي. يتم تقييم هذه المشاريع، التي يمكن تطبيقها بمجرد العودة، من قبل لجنة توجيهية مكونة من السفارات المعنية أو السلطات المحلية و (OFII).
إذا تم قبول أحد المشاريع، فلا يتم دفع مبلغ المساعدة بشكل مباشر إلى الشخص المعني، بل يتم استخدامه من قبل (OFII) لشراء السلع التي ستكون ضرورية للنشاط المهني الذي يختاره الشخص.
يوضح ديدييه ليسكي “نقوم بذلك للحصول على ضمانات بأن الأموال ستستخدم في إطار مشروع مهني معين. في تونس على سبيل المثال، قد يرغب شخص ما في بدء مشروع صيد، ممكن أن نشتري قاربا له، وقد نشتري سيارة لمن يريد أن يصبح سائق تاكسي، أو مواد أولية للعمل في الزراعة في مالي مثلاً”.
ماذا لو عاد شخص استفاد من هذه المساعدات إلى الأراضي الفرنسية؟
قبل مغاردته الأراضي الفرنسية، يتم أخذ بصمات أصابع كل شخص يستفيد من مساعدة العودة الطوعية، وبالتالي فهي مسجلة في الملف ولن يتمكن من الاستفادة منها مرة أخرى.
ويشير مدير (OFII) “إذا عاد شخص ما إلى فرنسا بعد أن كان يحق له الحصول على المساعدة وشرع في إجراءات طلب اللجوء، فإننا نقوم بمنع دفع ‘ADA’ (مساعدة طالبي اللجوء) و نقدم تقريرا إلى ‘Ofpra’ (المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين ).