زايوتيفي – متابعة
بمناسبة ذكرى فاتح ماي، خرجت النقابات في عدد من المدن المغربية، في مشهد يحمل بين طياته العديد من الأسئلة.
ما سبب الخلاف؟ لماذا تحول النضال النقابي إلى نضال موسمي “لا يسمن ولا يغني من جوع”؟ كيف أصبح “فاتح ماي” تعبيرا عن أزمة فظيعة في الوعي النقابي والعمالي؟ ما سبب هذه الخلطة الاستثنائية بين فئات متفاوتة اجتماعيا؟
كلها أسئلة يمكن إجمالها في سؤال واحد: أين “الطبقة العاملة”؟
تحتج في هذا “المهرجان السنوي” كل الفئات، الطبقة الوسطى إلى جانب العمال، وهؤلاء إلى جانب بعض ممثليهم أصحاب الملكيات الخاصة الكبيرة! من يحتج على من؟ ومن يقول الحقيقة في حق من؟
من الواضح أن ما فرق النقابات، وجعلها شعوبا وقبائل، هو ما يصنع هذه الخلطة العجيبة الغريبة؛ المقصود هو “الإيديولوجيات السياسية”. تلك التي جعلت “عيد الطبقة العاملة” عيدا للجميع، بمن فيهم أولئلك الذين لا يفكرون في “مخلوق” اسمه العامل.
“العامل هو من ينتج فائض القيمة لفائدة مالك وسائل الإنتاج.. يؤدي وظيفته في بنية انتاج استغلالية”؛ هذا التعريف بالذات هو ما ضاع في جو عارم من التصريح السياسي والتصريح السياسي المضاد، فأصبح العامل صوتا بلا معنى، حضورا بلا هوية!
ما الرأسمال؟ ما علاقة الرأسمال المحلي بآخر أجنبي؟ كيف يتحرر الأول من الثاني؟ وما علاقة الطبقة العاملة بهذا النقاش؟ كيف تخفف من استغلالها وتضمن حقوقها؟… تغيب هذه الأسئلة فيغيب العامل معها.
ترددتُ كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات، وهي أقل القليل مما يمكن قوله في سياق وحدة الغاية وتشتت المعركة؛ فارتأيت البوح مخافة أن “يموت فينا الأمل بالتطبيع مع الألم”!