اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 - 7:13 مساءً
أخر تحديث : الجمعة 20 يوليو 2018 - 2:25 مساءً

“غير جميلات وبأياد خشنة وفقيرات”.. شروط مذلة لاختيار مغربيات للعمل في حقول الإسبان!

“غير جميلات وبأياد خشنة وفقيرات”.. شروط مذلة لاختيار مغربيات للعمل في حقول الإسبان!
433 قراءة بتاريخ 20 يوليو, 2018

متابعة

كشف تحقيق حديث عن الشروط المهينة، التي تمر منها العاملات الفلاحيات المغربيات للوصول إلى حقول الفراولة الإسبانية، حيث يتم اختيار النساء الأكثر فقرا، والأكثر هشاشة، وقبحا.

التحقيق، الذي أصدرته الباحثة شادية أعراب في كتاب تحت عنوان “نساء التوت أصابع ملائكية”، انطلاقا من دراسة ميدانية اشتغلت عليها لما يقارب العشر سنوات، وقدمته، خلال الأسبوع الجاري، في ندوة في العاصمة الرباط، أوضح أن العاملات الموسميات في حقول الفراولة الإسبانية، يتم تحديد شروط مكتوبة لانتقائهن، منها أن يكن متزوجات، وأمهات لأطفال، لضمان رجوعهن من إسبانيا بعد انتهاء العقود المؤقتة للعمل.

وأكدت أعراب، أن مشغلي العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، يفرضون عليهن شروطا غير مكتوبة، حيث يتم إقصاء النساء الجميلات واختيار الأكثر قبحا، وتتم عملية مراقبة أيادي المرشحات للعمل الموسمي في جني الفراولة، ليتم اختيار النساء ذوات الأيادي الخشنة، التي سبق لها أن عرفت مرارة العمل في الحقول الزراعية.

وتشير أعراب، من خلال تحقيقها، إلى أنه من بين شروط التشغيل غير المكتوبة لاختيار عاملات الفراولة المغربيات، أن يكن منحدرات من الأوساط الأشد فقرا، وحاجة، التي يمكنها أن تدفع النساء للقبول بالعمل لساعات طوال، بمقابل أقل من الحد الأدنى للأجور، والأكثر أمية، لضمان خضوعهن لشروط الانتقاء والتشغيل، المجحفة.

وأكدت الحكومة المغربية أنها نجحت خلال العام الجاري في تشغيل 17 ألف امرأة في حقول الفراولة الإسبانية، في أكبر عملية لتشغيل المغاربة في الخارج، بينما قالت أعراب إن تشبث الإسبان باليد العاملة المغربية في حقول الفراولة نابع من قدرة المغربيات على الخضوع، والقبول بظروف العمل المتسمة بالقهر، فيما رفضت العاملات القادمات من أوربا الشرقية العمل بهذه الشروط، مطالبات بظروف عمل مماثلة لظروف عمل الإسبان.

وأضافت أعراب، أن العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، حتى لو كن من بين المعاودات، اللائي ذهبن إلى العمل الموسمي أكثر من مرة، فهن محرومات من امتياز الأقدمية، حيث يعدن في كل مرة، مثل عاملة جديدة، دون أي استفادة من تراكم التجربة، والخبرة، ولا أي تغطية صحية.

وأظهر التحقيق أن العاملات المغربيات في الحقول الإسبانية المعاودات، لم يستطعن إحداث مشاريع خاصة بهن مدرة للدخل، تقيهن مع مر السنين، مرارة العودة إلى العمل تحت حرارة البيوت البلاستيكية للفراولة الإسبانية.

يذكر أن قضية العاملات المغربيات في حقول الفراولة في الجنوب الإسباني، تفجرت عندما خرج عدد منهن في مقاطع فيديو، يتحدثن فيها عن تعرضهن لاعتداءات جنسية، وسوء معاملة، أثناء إقامتهن في حقول الفراولة الإسبانية، وهو ما فتحت فيه السلطات الإسبانية تحقيقات، قبل أن تقر وزارة الشغل والإدماج المهني بتسجيل ما يقارب عشر حالات، وتعد بتحسين ظروف إقامة العاملات في عدد من الضيعات.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات