متابعة
في الوقت الذي تتواصل شكاوى سكان مدينة تاوريرت، يواصل سائقو سيارات الأجرة ومهنيو قطاع النقل العمومي احتجاجاتهم على تردّي البنيات التحتية والطرق في المدار الحضري للمدينة، التي تشهد كثرة الحُفَر، بسبب انعدام التزفيت والصّيانة في عدة أزقة وشوارع، بما فيها الممرات الرئيسية في المدينة، إضافة إلى العرقلة التي تتسبب فيها الأشغال المرتبطة بقنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب.
وتنديدا بصعوبة ظروف عملهم وتعرّض سياراتهم لأعطاب متكررة بسبب “تهالك” البنيية التحتية، نفّذ مهنيو قطاع سيارات الأجرة الصغيرة في تاوريرت، المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، عدة مسيرات ووقفات احتجاجية، جابوا خلالها شوارع المدينة وعمدوا إلى “قراءة الفاتحة” في شكل احتجاجي “ترحّما” على المدينة، التي صارت عرضة للإهمال من كل المجالس التي تعاقبت على المدينة، رغم تنبيههم، في مناسبات عديدة، إضافة إلى مكونات المجتمع المدني بالوضعية الكارثية التي تشهدها طرق المدينة.
وتعاني تاوريرت من عدة عوامل تجعل وضعها مثار انتقاد من قبل السكان. كما تعاني من تبعات عوامل الهجرة القروية وغياب التنمية المحلية وتوجه سكانها عموما نحو الهجرة إلى الخارج، إضافة إلى استمرار إغلاق الحدود الشرقية والتشدد مع المهرّبين من الشمال وطبيعة المنطقة شبه القاحلة، ناهيك عن عدم استفادة المنطقة من ثرواتها المائية الوافرة.
ورغم أن الإقليم يتوفر على ثلاثة سدود كبرى فإن المناطق السقوية فيه قليلة أو شبه منعدمة، إضافة الى نظرة المسؤولين إلى الإقليم كمنطقة “نائية”، وكل ذلك في ظل “للتردّي” الذي تشهده المنطقة الشرقية عموما في مجال البنية التحتية الطرقية وغيرها، كالصحة والتربية والتكوين، وغياب اسثمارات تساهم في تشغيل سكانها، ما يجعلها تعاني من تراكم المشاكل على عدة مستويات.