متابعة
أنهى سانتياغو أباسكال، زعيمُ حزبِ “فوكس” الإسباني اليميني المتطرِّف، زيارتَه إلى جُزر الكناري نهاية الأسبوع المنصرم على إيقاع الاحتجاجات؛ إذ خرج العشراتُ من سُكّان مدينة أرِّيثيفي بجزيرة لانثروطي للاحتجاج ضدّه مُعبِّرين عن رفضهم لزيارته، رافعين شعاراتٍ صارخةً، كان أبرزُها: “لانثروطي.. لا تُريدُك!”، بينما رفع مهاجرون مُقيمون بالمدينة ذاتها لافتاتٍ يُعبِّرون من خلالها عن اعتراضهم على خطاباته المعادية لهم.
وعرفت ساحةُ المدينة يوم السبت الماضي حركةً غير عادية بعد التحاق ما يزيد عن 50 شخصاً من المعارضين للخطاب العنصري لزعيم حزب “فوكس” بمكان تجمُّع أنصار هذا الأخير، مما كان يُنذِر بمُشاجراتٍ بين الطرفين، لكن تدخّل الشرطة حال دون ذلك. وقد تمّ إلقاء القبض على امرأةٍ كانت قد حاولت إلحاق ضررٍ ماديٍّ بالسيارة التي كانت تُقِلُّ أباسكال.
وكانت الجزيرةُ المذكورة آخر المحطّات في زيارة سانتياغو أباسكال إلى الأرخبيل الكناري، وشمِلتْ أيضاً جزيرتيّ تينيريفي وكناريا الكبرى، وهي زيارةٌ تأتي في سياق تحرُّكاتِ مختلف الأحزاب الإسبانية التي أرسلت قادتها المركزيّين للوقوف على آخر مستجدّات الأوضاع في الجزُر بعد تدفُّق قوارب الهجرة السرِّية عليها بشكل لم يسبق له مثيل، ما جعل الفاعلين السياسيّين الكناريّين يُطلقون مؤخّراً صرخاتِ الاستغاثة بالمصالح المركزيّة.
وفي بلدة مُوغان بجزيرة كناريا الكبرى، حيثُ شارك الزعيم اليميني في مظاهرةٍ دعا إليها حزبُه تحت شعار “فلنُنقذ السياحة في مُوغان”، اتَّهم سانتياغو أباسكال، في تصريحٍ له أمام الصحافة، الحكومةَ المركزيّة بتشجيع المهاجرين على القدوم إلى التراب الإسباني.
وطالب زعيمُ “فوكس” حكومةَ بلاده باستعمال كافة الآليات الضروريّة لمنع تدفّقات المهاجرين السرِّيين، بما في ذلك تدخّل القُوّاتِ المسلّحة لإيقاف قوارب المهاجرين قبل دخول المياه الإسبانية. وقال في هذا الصّدد: “يجبُ أن تُراقَب المياهُ الإقليميّة لكي يتمّ اعتراضُ سبيل المهاجرين وإرجاعُهم على الفور إلى الشواطئ الأقرب في موريتانيا والجزائر والمغرب”.

