زليوتيفي – متابعة
في حدث غير مسبوق، شهدت بلدة فيغا دي فيلالوبوس في مقاطعة سمورة الإسبانية ولادة أول طفل منذ 18 عامًا. هذه البلدة الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 100 شخص، استقبلت الطفل أيوب، المولود لأبوين مغربيين، هما كريمة ومحمد. جاء هذا الحدث بعد سنوات من معاناة الأم مع العلاجات الطبية لتحقيق حلمها بالأمومة، ليصبح مولد أيوب بمثابة شعاع أمل في بلدة تعاني من تناقص عدد السكان.
ورغم فرحة سكان البلدة الكبيرة بالحدث، إلا أن الأمر لم يخلُ من الجدل. حيث أثارت روسيو دي مير، النائبة عن حزب فوكس اليميني المتطرف، موجة من الغضب بعد أن وصفت ولادة الطفل بـ “اليوم الأسود”، معتبرة أن مستقبل إسبانيا يبدو “مظلمًا” بسبب ذلك. تصريحها أثار استياءً واسعًا بين المواطنين والسياسيين، مما دفع منظمة حقوقية إلى مطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق في احتمال ارتكابها جريمة كراهية.
تعاني سمورة من أكبر نسبة فقدان للسكان في إسبانيا، حيث يقدر المعهد الوطني للإحصاء أن عدد سكانها سينخفض بنسبة 8.3% خلال الخمسة عشر عامًا القادمة. حاليًا، يبلغ عدد سكانها 164,000 نسمة، ولكن بحلول عام 2039، قد ينخفض هذا الرقم إلى 152,000، مع تراجع ملحوظ في عدد السكان من الجنسية الإسبانية.
يرى العديد من الخبراء أن الهجرة تشكل حلًا ضروريًا لمواجهة أزمة تناقص السكان، إذ تسهم في إنعاش القرى والمناطق النائية التي تعاني من الهجرة العكسية نحو المدن الكبرى. ولادة الطفل أيوب مثال حي على هذا التأثير، حيث منح أملاً جديدًا لبلدة لم تشهد ولادات منذ سنوات طويلة.
في ظل هذه التحديات، تبقى قصة أيوب رمزًا للأمل والتجديد في بلدة كانت تعيش عزلة سكانية. وبينما تعكس ولادته أهمية التنوع والاندماج، يظل الجدل حول تصريحات النائبة اليمينية مثالًا على الصراعات السياسية والاجتماعية التي تشهدها إسبانيا بشأن قضايا الهجرة والمواطنة.