متابعة
أصبحت جميع الأخبار التي تصل من داخل مستشفى الحسني بالناظور، تثير القلق حول المنظومة الصحية بالإقليم بعد دخولها مرحلة الخطر مما يعني انهيارها في أية لحظة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفة معدل الفتك بسبب فيروس كورونا المستجد.
وقالت بعض المصادر إن الأسباب التي أدت إلى عدم القدرة على تسطيح منحنى الوفيات نتيجة لمضاعفات كوفيد19، على مستوى إقليمي الناظور والدريوش، كثيرة جدا ومن أبرزها نقص أسرة الإنعاش داخل مستشفى الحسني وتراجع عدد الأطباء والممرضين العاملين بنفس المؤسسة إثر إصابة الكثير منهم بفيروس كورونا المستجد، وذلك أمام ارتفاع عدد المرضى الذي أصبح يتضاعف يوما بعد آخر لاسيما وسط الفئة التي تحتاج إلى رعاية طبية خاصة سواء في قسم العناية المركزة أو بمصلحة الحجر الصحي.
وأمام هذه المستجدات الخطيرة، أدان طبيب في تصريح لاحد المواقع الاعلامية المحلية ما وصفه بالغياب الحكومي بالناظور منذ أسابيع طويلة، وعدم اتخاذ وزارة الصحة لأية مبادرة تسد به الخصاص المهول في الأطقم الطبية والتجهيزات اللوجستية داخل المستشفى الإقليمي بالرغم من توصلها بتقارير خلية اليقظة الوبائية بشكل يومي تنبه إلى خطورة الوضع وتدعو لإرساء سياسة صحية جديدة تبطئ بها انتشار العدوى وتساهم بشكل فعال في تسريع وتيرة العلاج بالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض ومضاعفات تؤدي بهم إلى الموت.
كما اعتبر المتحدث نفسه، أن السماح للمرضى بتتبع علاجهم في المنازل عوض المستشفى عاملا مساهما في انتشار العدوى بشكل سريع بين المواطنين، لاسيما وأن الكثير من هؤلاء لم يتوصلوا بأدويتهم وهي عبارة عن وصفة مكونة من مضاد حيوي “أزيتروميسين” و مكملات غذائية من بينها “فيتامين د” و “فيتامين سي” و مادة سولفاط الزنك.
وما يزيد الطين بلة انعدام الأدوية المذكور في الصيدليات دون تسجيل أدنى مبادرة رسمية توفر وسائل العلاج للمصابين بالفيروس، الأمر الذي يجعل الكثير من المرضى يعودون إلى حياتهم الطبيعية بعد انقضاء مدة الاستشفاء بدون التأكد من مدى حملهم للفيروس وقابلية نقلهم للعدوى نتيجة لعدم تلقي العلاج بالطريقة الصحيحة والمعتمدة علميا في العديد من بلدان العالم.
كما يؤدي تأخر ظهور نتائج التحليلات المخبرية، وعدم جرد المخالطين بالطريقة المطلوبة، من العوامل الأخرى التي انعكست سلبا على الحالة الوبائية بالإقليم، الأمر الذي جعلها تعيش أسوأ أيامها، وتهدد المنظومة الصحية بالانهيار، أمام امتلاء جميع مرافق مستشفى الحسني الذي أصبح غير قادر على استقبال المزيد من المرضى خصوصا المتواجدين منهم في وضعية حرجة تتطلب العناية المركزة والإمداد بالأوكسجين داخل قسم الإنعاش.
وانهيار المنظومة الصحية يعني ببساطة، حسب الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الطبية، أن المواطنين الذين يعانون من ضائقة تنفسية، والذين هم في حالات حرجة، لا يمكن إدخالهم إلى المستشفى أو العناية المركزة بسبب نقص الأماكن. هذا ينطبق على حالات كوفيد كما هو الحال بالنسبة للحالات الأخرى، مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية والحوادث…
وأمام هذه المشاكل التي أصبح يتخبط فيها قطاع الصحة بالناظور والتي تنعكس أيضا على إقليم الدريوش لعدم توفره على مركز صحي إقليمي يتتبع الحالة الصحية لمرضى كوفيد19، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة بتشييد مستشفى ميداني مجهز بكافة الوسائل اللوجستية والأطقم الطبية والتمريضية يأوي جميع المصابين ويمنح لهم العناية اللازمة، وذلك قبل خروج الأوضاع عن السيطرة وفقدان المزيد من الأرواح بعدما وصل عدد الوفيات إلى 42 من بينها 35 حالة وفاة سجلت في أقل من شهر.