مراسلة
منذ حلول الملك محمد السادس وسط شعبه بمدينة الحسيمة، بإقامته الخاصة بشاطئ بوسكور، والساكنة تتطلع عن كثب لوقوفه على حقيقة الأوضاع التي تعرفها المنطقة، والتي تفند لا محالة التقارير المغلوطة التي تشكك في وطنية ساكنة الريف الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا البلد واستقراره، فكانت الحسيمة هادئة على عادتها وبعيدا عن مزايدات من يحبون النفخ في النار، وعلى عكس ما يروجون فقد كانت الساكنة تنتظر ملاقاته كعادتها وهو يستمع إليها ويستجيب لرغباتها في عطف لا يعكسه سوى تعلقها بملكها الذي يحضر معها في السراء والضراء، كما هو الحال في زلزال 2004، حين نصب الملك خيمته إلى جانب ساكنة الحسيمة المتضررين من الزلزال العنيف لسنة 2004 .
واختار عاهل البلاد كعادته أثناء حلوله بشاطئه المفضل ” بوسكور “، التجول وسط أهل الريف وسكان مدينة الحسيمة، وبدون أي بروتكول، وكانت الساكنة تهتف بحياة ملكها وهو يتجول بالمدينة وضواحيها بسيارته، متفقدا أوضاعها وملاحظا الحلة الجديدة التي لا تكاد المنطقة تلبسها عند كل زيارة ملكية، فكانت الحسيمة عادية، وتكسرت على صخرة حقيقتها كل الأوهام والتقارير المغلوطة التي تعمل كل ما في وسعها لإبعاد الملك محمد السادس عن شعبه بالريف، بفبركة صورة نمطية لا وجود لها في الواقع، فلا أسلحة ولا دبابات ولا انفصال، بل كل ما هناك أن الكل كان وعلى عادته التي ألفها منذ أول زيارة للملك للريف يهتف بحياته، ويتسابق لتحيته والسلام عليه مباشرة، فهذه هي كل الحقيقة.
وبعد أن تبخرت ما تحمله التقارير المفعمة بالضغينة للساكنة والهادفة لإبعادها عن ملكها تعسفا، وبدون أي سند في الواقع، تعلق الساكنة كل آمالها على الملك محمد السادس من أجل معرفة حقيقة ما يدور في الريف والذي هو أكيد بعيد كل البعد عن كل ما يروج له في كواليس السياسة، وبين مخططي الأزمات، لإطالة الوضع الحالي لمدة أكبر، واستثمار بؤس ساكنة الريف لخدمة مصالح ضيقة.
ومن المرتقب أن يغادر الملك محمد السادس مدينة الحسيمة جوهرة البحر الأبيض المتوسط، متوجها إلى تطوان الحمامة البيضاء خلال اليومين القادمين، والتي سيقيم بها مراسيم الاحتفال بذكرى تربعه على عرش أسلافه المنعمين.