اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:37 صباحًا
أخر تحديث : الإثنين 14 ديسمبر 2020 - 1:14 صباحًا

الليلة الرقمية الواحدة والثلاثين من ليالي الوصال للطريقة البودشيشية

زايوتيفي – مذاغ

تجدد لقاء المتابعين من جميع أنحاء العالم مع الليلة الرقمية الواحدة والثلاثين من فعاليات ليالي الوصال، التي دأبت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى على تنظيمها في زمن كورونا بشراكة مع مؤسسة الجمال، وبثت فعالياتها مباشرة عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى السبت 12 دجنبر 2020، وعرفت مشاركة ثلة من العلماء والمثقفين والمنشدين، مع عرض شهادات حية لمريدين للطريقة من داخل المغرب وخارجه.

إنطلقت الأمسية الروحية بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، بصوت المقرئة ايمان الهريش من المغرب، الفائزة بالرتبة الأولى ضمن فعاليات الملتقى الوطني للقرآن الكريم، المنظم على هامش الملتقى العالمي للتصوف، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى للدكتور عبد الرزاق تورابي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، والتي تطرق من خلالها لموضوع “روح المواطنة” أبرز فيها أهمية المواطنة ودورها المحوري في عملية بناء الوطن وتقدمه.

بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمداخلة تحت عنوان “قيم التضامن والتعاون وأثرها في مستقبل الأمم”، بين من خلالها أن التعاون والتعاضد سلوك انساني يتمثل في تخفيف آلام الناس ومعاناتهم، وتقديم المساعدة للآخرين عند الحاجة، موضحا انه يستمد قواعده من التعاليم الدينية والمواثيق والقوانين الدولية، ومن الشعور الداخلي في كل انسان سوي سليم، واضاف انه قيمة انسانية تضمن استقرار المجتمعات وتقدمها.

كما نوه بالسياسة الخارجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الخاصة بالتعاون جنوب –جنوب، كمحور استراتيجي للديبلوماسية المغربية وآلية هامة من اجل تعزيز الحوار والتضامن وتحقيق اهداف التنمية في دول الجنوب خاصة مع شركاء المملكة في القارة الافريقية، وذكر القادري “ان نظرة صاحب الجلالة السديدة والحكيمة تراعي مصلحة الوطن والمصالح والقضايا الاسلامية الانسانية، ونحن يد واحدة في مواجهة اعدائنا وحسادنا ومن تربص بنا الدوائر من اجل وحدة وطننا ووحدته الترابية”..

كما أشار القادري الى ان “أيام الغفلة والتفرق قد ولت وهذه أيام التحابب والتضامن كما كان اباؤنا واسلافنا يد واحدة وقلبا واحدا بايماننا القوي ملتفين حول ملكنا حفظه الله وايده، ومحافظين على مصلحة بلدنا العزيز ، فلنكن امام من يريد بنا السوء عقبة كؤودا وطودا شامخا ولنكن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، هنالك تتولد لنا عظمة هائلة وقوة ساحقة تتلاشى امامها الصعاب، وتهون وتنقطع لها قلوب الاعداء رعبا، وتتحطم كل القيود وتبتسم لنا السعادة ويكون النصر حليفنا والتاييد الرباني سندنا، فلنستجب لنداء الله والرسول لتوحيد الصف وجمع الكلمة والعودة الى بعث الاخوة التي لا آصرة اقوى منها ولا رابطة اشرف منها واقدس ولا علاقة انفع وادوم للبشرية واجدى وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب”.

فيما كانت مداخلته الثانية باللغة الفرنسية تحت عنوان : “المحبة الخالصة لوجه الله وثمارها في طريق التصوف”، «L’amour pur désintéressé pour la face d’Allah dans le cheminement soufie et ces fruits”.

أما المداخلة العلمية الثالثة فكانت للدكتور حكيم فضيل الإدريسي، أستاذ التعاليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والتي تناول من خلالها قراءة أخرى في كتاب “قواعد التصوف” للشيخ أحمد زروق، لتتلوها مداخلة للدكتور محمد كوحيلة، أستاذ التعليم العالي بمراكش، أبرز من خلالها “مشروعية تسييد الرسول صلى الله عليه وسلم”، مستدلا في هذا الصدد بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال السادة العلماء.

وخلال هذا السمر الروحي تم تثمين الموقف الرسمي الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، وأن هذا الاعتراف يعكس ما حققته الدبلوماسية المغربية، تحت القيادة الرشيدة والرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد الساس نصره الله، من نجاحات متتالية إقليميا وعالميا، وكسب مزيد من الدول الإفريقية والعربية والأمريكية الداعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

كما تم توجيه خالص التعازي في وفاة الصحفي والمقدم التلفزيوني بالقناة الثانية صلاح الدين الغماري مع خالص الدعاء له بالرحمة والغفران ولذويه بالصبر والسلوان.

وتخللت هذه الليلة الروحية وصلات من السماع والمديح الصوفي لمسمعين من داخل المغرب وخارجه، ويتعلق الأمر بكل من المنشد احمد الصافي الحلبي من سوريا، وسام ابن احمد من فرنسا، المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للمديح والسماع، مجموعة السماع للطريقة القادرية البودشيشية بمدينة الجديدة، بالإضافة لمشاركة برعمات الطريقة بمداغ.

كما عرفت هذه الأمسية الروحية عرض شريط حول “قيم التضامن والتعاون”، فيما قدم الفقرة الخاصة بالتوعية حول فيروس كورونا المستجد، الدكتور عبد الرحيم السني باللغة العربية والدكتور سمير الحلوي باللغة الفرنسية، أكدا من خلالها أن اختيار المغرب للقاح الصيني الذي يعتزم تعميم الاستفادة منه، ينبني على معياري الأمان والفعالية، والذي أثبتت الدراسات السريرية المنجزة إلى حد الساعة سلامته وفعاليته، كما أشارا الى أن المغاربة سيكونون من الأوائل في العالم الذين سيحصلون على اللقاح بفضل الجهود والرؤية الاستباقية للملك محمد السادس نصره الله.

واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم لعرض مختارات من كلام العارف بالله أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري، والمعروف باسم أبو مدين الغوث التلمساني من خلال قصيدته “أهْلُ المَحَبَّة بِالمَحبوب قد شُغِلــــوا ** وفي مَحَبَّتِهِ أرْواحَـــــــــــــهُم بَذَلـــــوا…”، مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح لحفظ جلالة الملك والمغرب والبشرية جمعاء.

أوسمة :

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات