زايوتيفي.نت
عبد المالك مروان
افادت المعطيات التي صدرت مؤخرا عن وزارة الداخلية الإسبانية، بأن عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا الى اسبانيا عبر قوارب الموت بلغ الى غاية منتصف شهر شتنبر الأخير نحو 33215 شخصا، و هوما يشكل تقريبا ثلاثة أضعاف مجموع نفس الفترة من السنة الماضية الذي لم يتجاوز 11464 شخصا، أي بنسبة ارتفاع تقدرب : 189،7 بالمائة.
وقد وصل من المجموع المشار إليه نحو 31822 مهاجرا الى سواحل شبه الجزيرة الإيبيرية وجزر البليار، و611 الى جزر الكناري، و509 الى مليلية، و273 الى سبتة، و استعملوا في مغامراتهم البحرية حوالي 1305 قاربا ، وبنسبة ارتفاع قدرت بنحو 95،1 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية التي بلغ فيها مجموع المبحرين نحو 669.
وحسب نفس المصدر، فقد ارتفع ايضا عدد المهاجرين السريين الذين دخلوا خلال هذه السنة برا الى سبتة ومليلية بالقفز من سياجهما الحدودي، حيث بلغ مجموعهم حوالي 4764، منهم 3239 اجتازوا الى مليلية، و 1525 الى سبتة
وبناء على الأرقام المشار إليها أعلاه، فإن المجموع العام للمهاجرين السريين الذين وصلوا الى التراب الإسباني عبر البر والبحر، قد بلغ الى حدود منتصف شهر شتنبر الأخير نحو 37979، مقابل 16090 من نفس الفترة سنة 2017، أي بنسبة نمو بلغت نحو 136 بالمائة. .
وبذلك يمكن القول، إن تفاقم نزيف الهجرة السرية خلال هذه السنة الى هذا البلد الإيبيري، ليس له علاقة فقط بالمشاكل الإقتصادية، والإجتماعية…، في البلدان المصدرة للمهاجرين، مثل المغرب، والجزائر، وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، ولا بحراك الريف، أو قرار التجنيد الإجباري بالمغرب…، وإنما ارتبط بدرجة كبيرة، بالتطورات السياسية التي شهدها مؤخرا ( إسبانيا)، حيث سحب برلمانه ـ كماهو معروف ـ في فاتح يونيو 2018 الثقة من رئيس الحكومة ” ماريانو راخوي ” المنتمي الى الحزب الشعبي، المتشدد في موضوع الهجرة والمهاجرين السريين، وتم تعويضه بالإشتراكي ” بيدرو سانشيز ” الذي له مواقف لينة، تصب لصالح اليد العاملة، والأجانب بإسبانيا بصفة عامة، حيث سبق له أن عبرفي حوارأجراه سنة 2016 مع احدى القنوات الإذاعية الإسبانية ( كنال سير)، عن استعداده، في حالة وصوله الى رئاسة الحكومة على تسوية أوضاع كل المهاجرين السريين الذين يعيشون فوق التراب الإسباني، كما فعل رفيقيه ” فليبي غونثالث ” سنة 1991، و” خوسي لويس ثباتيرو” سنة 2004، وهو ما استغلته شبكات الهجرة السرية والمخدرات، وعصابات الإتجار بالبشروتهريبه، لنشر إشاعات كاذبة مكثفة، التي روجتها بشكل غير مسبوق عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي، مثل، فايسبوك وواتساب …، مما أدى الى اندفاع الالاف من المغاربة، والأفارقة اليائسين والمحرومين للمغامرة، وركوب أمواج البحر، قصد الوصول الى ” الفردوس الأوروبي “، لتحسين ظروف عيشهم، وبناء مستقبلهم، فمنهم من فشلوا، وغرقوا، وماتوا، ومنهم من سقطوا في قبضة الأمن المغربي، أو الإسباني، وأعيدوا الى نقطة البداية، ومنهم من وصلوا، وينتظرون الفرج، و الحصول على بطاقة الإقامة بسهولة، كهدية من رئيس الحكومة ” بيدرو سانشيز”، هذا الأخير يبدو أنه تراجع عن وعوده، و أقواله السابقة، بسبب، الرقابة المفروضة عليه من السياسيين المنتمين الى الأحزاب المتحالفة معه، والمعارضة المتمثلة في الحزب الشعبي وحزب المواطنين، و المشاكل الداخلية ( أزمة كتالونيا ) ، وتداعيات الأزمة الإقتصادية، والهواجس السلبية لمعظم الإسبان، الذين يعتبرون المهاجرين القانونيين والسريين، كغزاة جدد يجب الحذرمنهم، والتقليص بأي طريقة من عددهم .
وقد قطعت مؤخرا بالرباط وزيرة الدولة لشؤون الهجرة الإسبانية الشك باليقين، وأكدت عدم استعداد بلدها لحد الآن على تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين السريين، وعكس ذلك، وعدت بترحيل المغاربة القاصرين والبالغين الى بلدهم، وهذا القرار يشكل صدمة قوية، و ضربة موجعة لشبكات مافيا الهجرة السرية التي حققت عائدات كبيرة من نشاطها في الأشهر الأخيرة