زايوتيفي – متابعة
كشفت معطيات رسمية صادرة عن برلمان كتالونيا أن عدد القصر الأجانب غير المصحوبين الذين دخلوا الإقليم منذ عام 2023 حتى نونبر 2024 بلغ 4,802 طفل، ينحدر أكثر من نصفهم من دول المغرب الكبير، وعلى رأسهم المغرب، الذي تصدر القائمة بأكبر عدد من الوافدين.
ووفقا للبيانات الصادرة عن المديرية العامة لرعاية الطفولة والمراهقة (DGAIA)، فإن المغرب وحده كان مصدر 1,908 قاصرا، وهو ما يمثل حوالي 40% من إجمالي القادمين. وتليه الجزائر بـ 513 قاصرا، ثم تونس بـ 30، وموريتانيا بـ 11، وليبيا بحالة واحدة فقط، ليصل إجمالي القادمين من المغرب العربي إلى 2,463 قاصرا، ما يعزز مكانة كتالونيا كوجهة رئيسية لهذا النوع من الهجرة غير النظامية داخل إسبانيا.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن غامبيا تأتي بعد المغرب الكبير، حيث استقبل الإقليم 1,181 قاصرا من هذا البلد الإفريقي، أي ما يمثل 25% من العدد الإجمالي، بالإضافة إلى أعداد معتبرة من غينيا (128)، والسنغال (506). كما تم تسجيل 172 قاصرا من باكستان، بينما تظل الأرقام أقل بكثير بالنسبة لدول أخرى مثل مصر والهند وأوكرانيا وفنزويلا.
على مستوى التوزيع الجندري، يوضح التقرير البرلماني أن الذكور يشكلون الأغلبية الساحقة، حيث تم تسجيل 4,622 قاصرا، أي ما يمثل 96% من العدد الإجمالي، مقابل 178 فتاة فقط، بنسبة 3.7%، إضافة إلى حالتين لقصر غير ثنائيي الهوية الجندرية.
أما جغرافيا، فإن مدينة برشلونة وضواحيها تعد الوجهة الأولى للقصر المهاجرين، إذ تأوي منطقة بارسلونيس وحدها 2,679 قاصرا، تليها جيرونيس بـ 602، وسيغريا بـ 363، وتاراغونيس بـ 312 قاصرا.
ويثير التقرير البرلماني أيضا قضية غياب الرقابة على أعمار هؤلاء القصر، حيث أقرت المديرية العامة لرعاية الطفولة والمراهقة بأنها لا تمتلك بيانات دقيقة حول عدد الذين استخدموا وثائق مزورة أو خضعوا لاختبارات طبية أكدت أنهم في الواقع أشخاص بالغون.
وأشارت صحيفة “Gaceta” إلى أن النيابة العامة وحدها مسؤولة عن تحديد أعمار القادمين، بالاعتماد على تقارير الشرطة العلمية، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن هذه الإجراءات تعاني من هامش خطأ كبير، مما يطرح تساؤلات حول دقة البيانات الرسمية ومدى فعالية التدابير المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.